تعقب أبي تراب الظاهري على العلامة الألباني

ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 11:44 م]ـ

((قال أبو تراب الظاهري في كتابه أوهام الكتَّاب (117 - 119):

وقعت بيدي رسالة من الطبعة الثالثة في صفة الصلاة وهي تأليف الشيخ الفاضل محمد ناصر الدين الألباني المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة عنونها بـ: ((صفة صلاة النبي e من التكبير إلى التسليم كأنك تراها)) وقد وصف رسالته بأن فيها زيادات (هامة) كذا وهي من منشورات المكتب الإسلامي بدمشق راجعها الشيخ بنفسه وعلق عليها كثيراً.

ووقفت في (ص 144) و (ص 157) منها على هذه الصيغة المروية:

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على (إبراهيم ((1)) وعلى) آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على (إبراهيم ((2)) وعلى) آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

واستغربت هناك صنيع الشيخ عفا الله عنه حيث قال ما نصه:

((1)) و ((2)) هاتان الزيادتان ثابتتان في رواية البخاري والطحاوي والبيهقي وأحمد وكذا النسائي وجاءت أيضاً من طرق أخرى في بعض الصيغ.

قال: قلا تغتر بقول ابن القيم في ((جلاء الافهام)) – ص 198 - تبعاً لشيخه ابن تيمية في ((الفتاوى)) – ج 1 ص 16 – (ولم يجئ حديث صحيح فيه لفظ – إبراهيم وآل إبراهيم – معاً) فها قد جئناك به صحيحاً.

ثم قال: وهذا في الحقيقة من فوائد هذا الكتاب ودقة تتبعه للروايات والألفاظ والجمع بينهما وهو شيء لم نسبق إليه والفضل لله تعالى وله الشكر والمنة، ومما يؤكد خطأ ابن القيم أن النوع السابع الآتي قد صححه هو نفسه وفيه ما أنكره)).

انتهى كلام الشيخ الألباني.

قال أبو تراب: والعجب أنه ينسب هذا الاستدراك إلى نفسه قائلاً: ((وهو شيء لم نسبق إليه)) مع أن الذي استدركه هو الحافظ ابن حجر العسقلاني وقد سبقه إليه بقرون وتناقله عنه العلماء والمحدثون وسمعناه من الأشياخ في حلقات الدرس.

وقد أخذناه عن الوالد الشيخ أبي محمد عبد الحق المحدث الهاشمي أيام قراءتنا عليه الحديث منذ سنين وكنت أحفظ ذلك عنه وغاب عني من عزا إليه النقل، فلما وقفت على كلام الشيخ الألباني ونسبته هذه الفائدة المستدركة إلى نفسه رابني هذا وشق علي فرحت أبحث عنه حتى عثرت عليه في ((فتح الباري)) – ج 11 ص 134 – ولولا أن الفاضل الألباني قد أكثر من النقل من فتح الباري في هذا المبحث ذاته لقلنا ربما كان من تتبعه ولكن نقوله من ((الفتح)) تدلنا على أنه اطلع على هذا الاستدراك في الفتح ثم نسبه إلى نفسه وهذا ليس من الأمانة العلمية في شيء ومثله في ذلك العيني يأخذ عن الحافظ ثم يجحد فضله ويتصدى له بالطعن والاعتراض مما اضطر العسقلاني إلى تأليف ((الانتقاض)) وهو عندي بخطي نقلاً من النسخة التيمورية.

وإليك قول الحافظ الذي أشرنا إليه وفيه استدراكه على ابن القيم مصرحاً به ... )) ثم نقل كلام الحافظ وقال:

((قال أبو تراب: وبهذا ظهر لك أن الفاضل الألباني استفاد الاستدراك من الحافظ العسقلاني وقد سبقه بكثير ثم عزاه إلى نفسه وهو مما لا يجوز البتة وفيه من إنكار الفضل لأهلة مالا يخفى .. وقد اقتضت الأمانة العلمية أن ننبه طلبة العلم على هذا الخطأ الذي وقع فيه الشيخ الفاضل سامحه الله ونرجو له العفو عن هذا السطو الشائن والإقامة على المحجة للنقل الأمين كدأب أهل العلم من الرواة والمحدثين .. )) انتهى كلام أبي تراب بحروفه وسقطاته.

قال أبو تميم الدمشقي:

وفي هذا الكلام ما فيه!!

وذلك أن الشيخ الألباني عنى بكلامه هذا وصف كتابه ((صفة صلاة النبي e، وأنه لم يسبق إلى تأليف مثله من الأئمة الذين سبقوه، ثم عاد إلى كلام ابن القيم ينتقده نقداً حديثياً، لا كما فهمه أبو تراب رحمه الله، وكيف ذلك والشيخ الألباني ينقل من نفس الصفحة من فتح الباري التي تكلمت عن هذه المسألة بالتحديد؟!!

ولعله أن يكون هذا الرد مني هو ما عناه شيخنا علي الحلبي حينما أرسل لي جواباً عن تساؤلي حول المقال على الهاتف النقال بقوله:

((واستدراكه على شيخنا عند التأمل ليس بدقيق)).

والله أعلم

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 12 - 08, 01:13 ص]ـ

الشيخ الألباني رحمه الله استدرك على نفسه في هذا الموضع ولو لم يكن موهما للأمرين لما استدرك ذلك في الطبعات اللاحقة

فبين يدي إحدى الطبعات التالية وهي العاشرة

وقد قال الشيخ رحمه الله ص 130 ((قال: فلا تغتر بقول ابن القيم في ((جلاء الافهام)) – ص 198 - تبعاً لشيخه ابن تيمية في ((الفتاوى)) (1/ 16): (ولم يجئ حديث صحيح فيه لفظ – إبراهيم وآل إبراهيم – معاً) فها قد جئناك به صحيحاً.

وهذا في الحقيقة من فوائد هذا الكتاب ودقة تتبعه للروايات والألفاظ والجمع بينهما وهو - أعني التتبع المذكور - شيء لم نسبق إليه والفضل لله تعالى وله الشكر والمنة، ومما يؤكد خطأ ابن القيم أن النوع السابع الآتي قد صححه هو نفسه وفيه ما أنكره)).

فليتك ابتعدت عن كلمة ((انتهى كلام أبي تراب بحروفه وسقطاته))، فقد كفانا الشيخ الألباني رحمه الله تعَقُّب وتوجيه من بعده، وهذا من فضائلة التي تذكر فتشكر، حيث إنه كان يكتب بنفسه ويراجع بنفسه، ولا يوكل ذلك إلى الموظفين عنده ثم يتبرأ منه إذا وُقف فيه على خطإ!!.

والله أعلم وأحكم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015