ـ[فخر الدين المغربي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 03:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والضلاة والسلام على عباده الذين إصطفى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد

فجزاك الله عنا خير أخي في الله أبا محمد السوري, فقد أفدت واجد, ورئيت أن اضيف إضافة لا ئقة بهذا المقام, وبالله التوفيق عليه التكلان.

أخي في الله عبد الرشيد الهلالي, إعلم وفقنا الله وإياكم أنه لا معصوم إلا من عصمه الله تعالى, وهم الأنبياء والرسل عليهم صلوات ربي أجمعين, صفوة الناس, وكما قال مالك رحمه الله فقيه المدينة المنورة , قال كل يأخد من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر يريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وكما بين أخونا الفاضل أن العيب ليس في النقد ولكن العيب أن يأتي من لا يعرف من هذا الفن إلا إسمه فينتقض اصحاب هذا الفن, الذين افنوا أعمارهم في طلب هذا العلم الجليل, ولدي تعقب على كلامك, فقولك أن الشيخ الألباني رحمه الله صحح هذا الحديث, من حيث المعنى لا من حيث اللفظ, فقد أبعدت النجعة, أما إن كنت تريد أن للحديث شاهد آخر صححه الشيخ الألباني , ففيه نظر, ففي هذا الفن إما أن يوجد متابع لراوي للحديث الضعيف فيقويه, او يوجد له شاهد, وكما بينت لك في هذا المثل الذي أخدته من كتاب السقاف, أنه فيه حديثان مختلفان, من روايتان, الأول من رواية الترمذي وهي ضعيفة, والذي متنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا , والحديث الثاني من رواية إبن ماجه والذي صححها الألباني في صحيح إبن ماجه, وكذلك ما أخرجه البخاري في “ التاريخ الكبير “ (4/ 2 / 47) و ابن حبان في “ ثقات أتباع التابعين “ (7/ 518) من طريق محمد بن القاسم عن مطيع الغزال عن أبيه عن جده مرفوعا, والذي تجد تحقيقه في السلسلة الصحيحة أو ما يسميها السقاف الصحيح الجامع , والذي متنه كان إذا صعد المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه. فتأمل رحمك الله.

وقد راجعت كتاب الشيخ العلامة عبد الله الدويش رحمه الله, في كتابه تنبيه القارئ ضعفه الألباني, والذي أشرف على طبعها وتصحيحها الشيخ عبد العزيز بن أحمد المشيقح, والذي قال في مقدمته أما بعد / فإن الإنسان بطبعه معرض للخطأ والصواب ولكن ليس على الإنسان ملامة إذا أخطأ بعد الاجتهاد، ولذلك جعل له النبي صلى الله عليه وآله وسلم نصيب من الأجر إذا لم يتعمد هذا الخطأ، ثم إن العالِمَ الذي يقوم بتقويم هذه الأخطاء التي يقع بها بعض العلماء ليس قصده العالم بعينه، وإنما قصده تصحيح الأخطاء والتي وقعت من غير نية له فيها.

وممن وقع بشيء من ذلك العالم العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى وهي تعد قطرة في بحر في مقابل خدمته للسنة ونشرها كما قاله الشيخ عبد الله رحمه الله تعالى

وأنظر الى كلام المنصفين, وتأذبهم مع العلماء, وبين كلام حسن السقاف

, ولك ما وجدت من نسخته في مكتبة الشكاة الرقمية

163 - وعن عبد الله بن مسعود قال: كان النبي إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث محمد بن الفضل وهو ضعيف ذاهب الحديث.

قال في تخريج المشكاة (1: 443) لأنه متهم بالكذب رماه به الإمام أحمد وابن معين وغيرهما لكن يبدو أن معنى الحديث صحيح فراجع فتح الباري (332، 333).

أقول: قد جزم بصحته في صحيح الجامع (4: 227) برقم 4638). والله أعلم.

وقلت

ولم يبين الشيخ رحمه الله الحديث الذي قال عنه أن الشيخ الألباني رحمه الله قد جزم بصحته, وإلا قد زال الإشكال, هذا مما يدل على تردد الشيخ رحمه الله في هذا الحديث, والذي خرجه البخاري في “ التاريخ الكبير “ (4/ 2 / 47) و ابن حبان في “ ثقات أتباع التابعين “ (7/ 518) من طريق محمد بن القاسم عن مطيع الغزال عن أبيه عن جده مرفوعا, والذي متنه كان إذا صعد المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه. والذي حققه في السلسلة الصحيحة.

والنكة التي لم ينتبه إليها السقاف وغيره , أن تصحيح الألباني رحمه الله لهذا الحديث لم يكن شاهدا لحديث الترمذي الضعيف, بل كان شاهد للتعقيب على كلام الترمذي الذي نفى تبوث إستقبال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بوجههم وهو على المنبر, ولهذا تعقبه في تحقيقه للحديث, وقال الألباني رحمه الله , وهذا فيه نظر, ثم إستدل بكلام الحافظ إبن حجر والذي لونته باللون الأحمر, ونحن في غنى على تكراره, فليراجع, وليتأمل مليا.

وختاما أقول لا أعرف أحد طعن في تحقيق الشيخ الألباني رحمه الله, مستندا لكتاب التناقضات لسقاف, إلا الحبيب الجفري الصوفي اليمني, الذي قال بملئ فيه أن الألباني خبط السنة كلها, كما هو في كتاب التناقضات الواضحات, حيث صرح بذلك في شريط الترحيب بالجفري للشيخ حسن القارئ, حتى لا يقال أني تقولت على الجفري, وقلت وهذا ليس بغريب على رجل لا يعرف الحديث الصحيح من الموضوع, وعلى من يرى أحمد البدوي المجدوب أفضل من كثير من علماء هذه الأمة المشهود لهم بالعلم الوافر والإطلاع الواسع, فشتان بين من يدعوا الىى التمسك بالسنة الصحيحة وبين من يدعوا الى التمسح بالرمانة ... ونعوذ بالله من علم لا ينفع. آمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015