أوضح البيان في تعيين مطلع قرنيّ الشيطان

ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[28 - 10 - 08, 09:54 م]ـ

أوضح البيان

في

تعيين مطلع قرني الشيطان

دفاعا عن دعوة شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب وأبنائه وأحفاده ومن سار على نهجهم في نشر التوحيد وقمع كل منافق عنيد

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وبعد:

فقد أخرج البخاري في صحيحه (3) ومسلم في صحيحه (252) عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم حين نزل عليه الوحي لأوّل مرّة رجع إلى بيت خديجة بنت خويلد رضي لله عنها يرجف فؤاده، فقال: (زَمِّلُونى زملونى)، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: (ما لي؟) فأخبرها الخبر، (لقد خشيت على نفسي)، فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ـ وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي ـ فقالت له خديجة: يابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعا، ليتنى أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو مخرجيّ هم؟) قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودِىَ، وإن يدركنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقة أن توفي، وفَتَر الوحى. اهـ بتصرّف.

صدق والله ورقة رحمه الله تعالى لم يأت رجل قط بمثل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا عُودِىَ ...

إنّها سنّة الله في الدعاة إلى الحقّ ((ولن تجد لسنّة الله تبديلا ولن تجد لسنّة الله تحويلا))

فلا عجب أن يجتمع جيش الجهل والشرك والنّفاق في وجه دعوة شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، كيف لا وقد جاء بمثل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجاء يدعو إلى ما دعت إليه جميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام.

قال الله تعالى: ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون)) وقال تعالى: ((ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)).

وقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: ((إنّك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أوّل ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم .. )) الحديث (أخرجه البخاري ومسلم: اللؤلؤ والمرجان 11)

فالدعوة إلى التوحيد هي ديدن الرسل وهي منهجهم وطريقتهم ومنهج وطريقة كلّ مصلح داعية إلى الله على بصيرة من بعدهم قال الله تعالى: ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني .. ))

إذن هي سبيل واحدة لا عشرات وطريق واحدة لا عشرات!

من هذا المنطلق ومن هذا الفهم انطلقت دعوة الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب النجدي التميمي عليه رحمة الله.

قال شيخ الإسلام الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رضي الله عنه: ((اعلم رحمك الله أنّ التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة وهو دين الرُّسُل الذي أرسلهم الله به إلى عباده ... )) (كشف الشبهات في التوحيد ص13 - 14 بشرح الإمام محمد العثيمين دار الكتب العلمية، سنة 1424هـ)

وقال الشيخ الإمام عبد الرحمن بن حسن حفيد الشيخ الإمام رحمهم الله تعالى:

((وأما أهل هذه الدعوة الإسلامية التي أظهرها الله بنجد، وانتشرت واعترف بصحتها كثير من العلماء والعقلاء، وأدحض الله حجة من نازعهم بالشهادة، فهم بحمد الله، يدعون إلى ما بعث الله به رسله من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له .. ))

(الدرر السنية) 9/ 195. جمع ابن قاسم رحمه الله.

ولمّا كان أعداء الحق وخصوم التوحيد والسنّة مفلسين في ميادين الحجج النقلية الصحيحة والعقلية الرجيحة، أخذوا يتشبثون ويستمسكون بما هو أوهن من بيت العنكبوت من الشبه الفاسدة والآراء الكاسدة للطعن في دعاة التوحيد والسنّة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015