هناك بحث للشيخ علي بن نايف الشحود بعنوان الخلاصة في احكام الحديث الضعيف فيه خير كبير و فوائد نفيسة. انظر مكتبة صيد الفوائد

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأخ نايف الشحود يغلب عليه النسخ واللصق لكن تحرير المسائل وتدقيقها تحتاج إلى خريت ماهر

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 08, 01:03 م]ـ

الأخ عبدالله بن عبدالرحمن وأنا أيضا أستفيد من مشاركاتك، وأريدك أن تقرأ هذا الكلام:

قال في أضواء البيان (6/ 128):

مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة [إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى/النمل]

اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلّمهم، وأن قول عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها: إنهم لا يسمعون استدلالاً بقوله تعالى: "إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى" وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها رضي اللَّه عنها وممن تبعها.

وإيضاح كون الدليل يقتضي رجحان ذلك، مبني على مقدّمتين:

الأولى منهما: أن سماع الموتى ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث متعدّدة ثبوتًا لا مطعن فيه ولم يذكر صلى الله عليه وسلم أن ذلك خاص بإنسان ولا بوقت.

والمقدمة الثانية: هي أن النصوص الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم في سماع الموتى لم يثبت في الكتاب ولا في السنة شيء يخالفها، وتأويل عائشة رضي اللَّه عنها بعض الآيات على معنى يخالف الأحاديث المذكورة لا يجب الرجوع إليه؛ لأن غيره في معنى الآيات أولى بالصواب منه، فلا ترد النصوص الصحيحة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بتأوّل بعض الصحابة بعض الآيات.

وسنوضح هنا إن شاء اللَّه صحة المقدمتين المذكورتين، وإذا ثبت بذلك أن سماع الموتى ثابت عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض صريح، علم بذلك رجحان ما ذكرنا أن الدليل يقتضي رجحانه.

أمّا المقدمة الأولى [ثم استطرد رحمه الله، إلى أن قال] ومعلوم أن ما ذكرنا في كلام ابن القيّم من تلقين الميّت بعد الدفن أنكره بعض أهل العلم وقال: إنه بدعة، وأنه لا دليل عليه، ونقل ذلك عن الإمام أحمد وأنه لم يعمل به إلاّ أهل الشام، وقد رأيت ابن القيم استدلّ له بأدلّة، منها: أن الإمام أحمد رحمه اللَّه سئل عنه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل، ومنها: أن عمل المسلمين اتّصل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار، ومنها: أن الميّت يسمع قرع نعال الدافنين إذا ولّوا مدبرين، واستدلاله بهذا الحديث الصحيح استدلال قوي جدًّا؛ لأنه إذا كان في ذلك الوقت يسمع قرع النعال، فلأن يسمع الكلام الواضح بالتلقين من أصحاب النعال أولى وأحرى، واستدلاله لذلك بحديث أبي داود: "سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل" له وجه من النظر؛ لأنه إذا كان يسمع سؤال السائل فإنه يسمع تلقين الملقن، واللَّه أعلم.

والفرق بين سماعه سؤال الملك وسماعه التلقين من الدافنين محتمل احتمالاً قويًّا، وما ذكره بعضهم من أن التلقين بعد الموت لم يفعله إلا أهل الشام يقال فيه: إنهم هم أول من فعله، ولكن الناس تبعوهم في ذلك، كما هو معلوم عند المالكية والشافعية.

قال الشيخ الحطاب في كلامه على قول خليل بن إسحاق المالكي في مختصره: "وتلقينه الشهادة":

وجزم النووي باستحباب التلقين بعد الدفن، وقال الشيخ زروق في شرح الرسالة والإرشاد: وقد سئل عنه أبو بكر بن الطلاع من المالكية، فقال: هو الذي نختاره ونعمل به، وقد روينا فيه حديثًا عن أبي أُمامة ليس بالقوي، ولكنه اعتضد بالشواهد، وعمل أهل الشام قديمًا، إلى أن قال: وقال في المدخل [ابن الحاج]: ينبغي أن يتفقده بعد انصراف الناس عنه مَن كان من أهل الفضل والدين، ويقف عند قبره تلقاء وجهه ويلقنه؛ لأن الملكين عليهما السلام إذ ذاك يسألانه وهو يسمع قرع نعال المنصرفين. وقد روى أبو داود في سننه عن عثمان رضي اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل"، إلى أن قال: وقد كان سيّدي أبو حامد بن البقال - وكان من كبار العلماء والصلحاء - إذا حضر جنازة عزى وليّها بعد الدفن، وانصرف مع من ينصرف، فيتوارى هنيهة حتى ينصرف الناس، ثم يأتي إلى القبر، فيذكرّ الميّت بما يجاوب به الملكين عليهما السلام، انتهى محل الغرض من كلام الحطاب.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015