أقول: ما لامهما عليه قد وقع هو فيه، ففي ص 353 من كشف الإيهام تعقب 243/ 1354 تعقبهما من غير أن يذكر نص كلامهما الذي تعقبا فيه ابن حجر ليفهم القارئ المسألة، وكذلك فعل في ص 544 تعقب 496/ 6081، فلصاحبي التحرير أن يقولا للدكتور ماهر كما قال لهما: كيف لنص أن يفهم، وهو يحذف منه تعقبنا كله، ويرد علينا دون أن يطلع القارئ على كلامنا الذي رد علينا فيه حتى تقع اللائمة كاملة علينا؟!

الوقفة السادسة

في تعقب 508/ 6979 ص 567: في ترجمة موسى بن عامر بن عمارة الذي قال فيه ابن حجر: "صدوق له أوهام "، فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما:" لانعلم من أين جاء المصنف بقوله:"له أوهام" أو على أي شيء بناه؟ " فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " لابد أن الحافظ قال هذا لاطلاعه على بعض أوهامه، فقد أفنى عمره بالنقد والتعليل والتخريج " (كشف الإيهام /567)

أقول: ماذكره الدكتور ماهر ليس بدليل يصح أن يتعقب به قول صاحبي التحرير، وهذا الجواب يذكره أيضا متعصبة المذاهب، فإذا طولبوا بالدليل على ماذهب إليه إمامهم مما لادليل عليه؛ قالوا: لابد أن يكون إمامنا قد اطلع على دليل بنى الحكم عليه، وهذا الدليل لم يصلنا!

الوقفة السابعة

في تعقب 125/ 555 ص 261: في ترجمة أمية بن صفوان بن أمية بن خلف الذي قال فيه ابن حجر:

" مقبول "، فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما:" بل: مجهول الحال، روى عنه اثنان ولم يوثق"، فتعقبهما بقوله: " قولهما:"لم يوثق" غير جيد، وهو ناجم عن عدم استقصائهما لأقوال أئمة الجرح والتعديل، ويريد الله أن يحق الحق بكلماته، فالدكتور بشار في تعليقه على تهذيب الكمال (13/ 333 هامش 3) نقل عن إمام النقاد وشيخ التجريح والتعديل الإمام الذهبي أنه ذكره في تاريخ الإسلام 5/ 44، وقال: صدوق، فأين الاستيعاب لأقوال أئمة الجرح والتعديل؟!! أم أن الذهبي ليس منهم؟!!.

ثم ناقض الدكتور ماهر نفسه فقال في الهامش: ونَقْلُ الدكتور بشار عن الإمام الذهبي إنما هو وهم؛ إذ إن الذهبي قال هذا في ابن أخ المترجم، وإنما سقت ذلك لأنبه على وهميه في كتابيه (كشف الإيهام/262).

أقول: كان الواجب على الدكتور ماهر حين تبين له صدق قول صاحبي التحرير في أن صاحب الترجمة لم يوثق أن يمحو تعقبه عليهما في أمر صدقا فيه، وكلماته في توبيخهما ولومهما بغير حق، لا أن يستمر في إثبات ذلك في أوهامهما في التحرير، ويعطيه رقما يكثر به ماعده عليهما من أوهام. والتعليل الذي ذكره في الهامش لايسوغ له أن يتهمهما بماهما بريئان منه، فكون الدكتور بشار وهم في كتابه السابق ثم صحح وهمه في كتابه اللاحق أمر غير مستنكر ولا مستغرب بل هذا هو الواجب على كل من تبين له أن أخطأ في أمر أن يرجع عن خطئه، بخلاف مافعله الدكتور ماهر فقد أخطأ في هذا التعقب عليهما ولم يرجع عنه وقد تبين له خطؤه.

الوقفة الثامنة

انتقد الدكتور ماهر صاحبي التحرير في عدة مواضع استعملا فيها قول ابن معين في الراوي: "ليس بشيء " في تضعيف الراوي.

قال الدكتور ماهر: " عَدَّا لفظة يحيى بن معين "ليس بشيء " لفظة تضعيف، وهذا من أعجب الخطأ، قد عرف بالاستقراء أنه يطلق هذه اللفظة على من كانت أحاديثه قليلة " (كشف الإيهام/308).

وقال: " نقلهما إطلاق تضعيف ابن معين لايجوز فإنما قال فيه:"ليس بشيء"، وهذه لا تفيد إسقاط حديثه بمصطلح ضعيف، وإنما تفيد قلة حديثه (كشف الإيهام/350)

لكن الدكتور ماهرا ناقض نفسه في ترجمة ثعلبة بن سهيل الذي قال فيه ابن حجر:"صدوق"، فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما:" بل: ثقة، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين في رواية الكوسج، وقال ابن الجنيد ليحيى: ثقة؟ فقال يحيى: " لابأس به "، ولانعلم فيه جرحا " فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: بل هو كما قال الحافظ لايعدو ذلك. وهناك رواية ليحيى لم ينقلاها قال فيه:"ليس بشيء" (كشف الإيهام/302)

أقول: مادامت هذه اللفظة ليست تضعيفا كما قرره في الموضعين الأولين فلماذا احتج بها هنا في تعقب صاحبي التحرير في قولهما "لانعلم فيه جرحا"، وتأييد ابن حجر في إنزال الراوي من "ثقة" إلى "صدوق"؟!

الوقفة التاسعة

انتقد الدكتور ماهر صاحبي التحرير في تعبيرهما عن قول أبي حاتم الرازي في الراوي:"ثقة صدوق" بقولهما:"وثقه أبوحاتم".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015