ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[04 - 08 - 08, 05:16 م]ـ

إيقاظ وتنبيه: لم يبق لنا من التعليق على هذه الفائدة النفيسة إلا إيراد ما اعترض به الكرماني على هذه الصنيع من إمام المحدثين ورد الحافظ ابن حجر عليه إن شاء الله تعالى.

إيقاظ: قَدْ اعترضَ الكَرْمَاني عَلى هَذِه الطريقة وعَلى هَذَا الصنيع مِنْ إِمَامِ المحدثينَ

فإن البخاري رَحِمَهُ اللَّهُ في ((كتابِ الأنبياءِ)) باب ((خَلْقِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَذُرِّيَّتِهِ)) أورد تفسير بعض الكلمات القرآنية التي وردت في قصة خلق آدم عليه السلام،

قَالَ الحافظ: قَالَ الْكَرْمَانِيُّ هُنَا بَعْد أَنْ قَالَ إِنَّ تَفْسِير يَتَسَنَّه وَآسِن: لَعَلَّهُ ذَكَرَهُ بِالتَّبَعِيَّةِ لِقَوْلِهِ مَسْنُون، وَفِي هَذَا تَكْثِير لِحَجْمِ الْكِتَاب لَا لِتَكْثِيرِ الْفَوَائِد، وَاللَّهُ أَعْلَم بِمَقْصُودِهِ.

قَالَ الحافظُ في ((فتح الباري)) (10/ 105): وَلَيْسَ مِنْ شَأْن الشَّارِحِ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى الْأَصْل بِمِثْلِ هَذَا، وَلَا اِرْتِيَابَ فِي أَنَّ إِيرَادَ شَرْحِ غَرِيبِ الْأَلْفَاظِ الْوَارِدَةِ فِي الْقُرْآنِ فَوَائِد، وَادِّعَاؤُهُ نَفْي الْفَائِدَة مَرْدُودٌ، وَهَذَا الْكِتَاب وَإِنْ كَانَ أَصْلُ مَوْضُوعِهِ إِيرَادُ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ فَإِنَّ أَكْثَرَ الْعُلَمَاءَ فَهِمُوا مِنْ إِيرَادهِ أَقْوَال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَفُقَهَاء الْأَمْصَار أَنَّ مَقْصُوده أَنْ يَكُون كِتَابه جَامِعًا لِلرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَة، وَمِنْ جُمْلَة الدِّرَايَة شَرْح غَرِيب الْحَدِيث. وَجَرَتْ عَادَته أَنَّ الْحَدِيث إِذَا وَرَدَتْ فِيهِ لَفْظَة غَرِيبَة وَقَعَتْ أَوْ أَصْلهَا أَوْ نَظِيره فِي الْقُرْآن أَنْ يَشْرَح اللَّفْظَة الْقُرْآنِيَّة فَيُفِيد تَفْسِير الْقُرْآن وَتَفْسِير الْحَدِيث مَعًا، وَلَمَّا لَمْ يَجِد فِي بَدْء الْخَلْق وَقَصَص الْأَنْبِيَاء وَ نَحْو ذَلِكَ أَحَادِيث تُوَافِق شَرْطه سَدّ مَكَانهَا بِبَيَانِ تَفْسِير الْغَرِيب الْوَاقِع فِي الْقُرْآن، فَكَيْفَ يَسُوغ نَفْي الْفَائِدَة عَنْهُ.

قلت: ما أروع هذا التوجيه من الحافظ ابن حجر رحمه الله، وما أسمق هذا الدفاع، وبه قد تم نصاب هذه الفائدة التي أردت ذكرها، والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبي ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015