قوله: " أنا بك " تدل على ضعف الإنسان وأنه لا يستطيع شيئا، ولا يملك شيئا، وإنما قوامه بالله، فربط أمره بربه " أنا بك ".

الفائدة الثامنة والسبعون:

قوله: " أنا بك وإليك " يحتمل أيضا أن المراد حالات المؤمن مع الطاعة والمعصية، وبيان ذلك:

أنه في حال الطاعة لله ما كان ذلك إلا بالله وإعانته، وهو المراد بقوله:" أنا بك ".

وفي حال المعصية المرجع والمآب لله وحده، وهو المراد بقوله: " وإليك "، والإنسان لا يخلو من حالة طاعة أو المعصية.

فكأن لسان حال المؤمن أن يقول: يا رب في حال طاعتي لك فإن هذا لم يكن إلا بإعانتك لي، وفي حال معصيتي لك فليس لي أحد أرجع إليه إلا أنت.

الفائدة التاسعة والسبعون:

في بعض الروايات: " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك " وهو تفسير لقوله في هذه الرواية: " أنا بك وإليك "، ولقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وبيان معناها في الفقرة القادمة.

الفائدة الثمانون:

قوله: " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك " معناها لا مفر منك إلا بالرجوع إليك، فأين المهرب وأنت تملك كل شيء، ولا منجي من قدرك إلا إلى قدرك، ولا من عذابك إلا إلى طاعتك.

الفائدة الحادية والثمانون:

قوله: " لا منجا ولا ملجأ " ليشمل الهروب والاختفاء، والإنسان لا يخلو من هاتين الحالتين، فرجع الأمر كله لله.

الفائدة الثانية والثمانون:

قوله: " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك " إغلاق لجميع الطرق إلا طريق واحد، وهو طريق الرجوع إلى الله، فمن خلاله يدخل العاصي والطائع، فالعاصي لا طريق للسلامة من عذاب الله إلا بالرجوع إلا الله والتوبة، والطائع لا طريق لقبول طاعته إلا بالالتجاء إلى الله وسؤاله، فرجع الخلق كلهم لله.

الفائدة الثالثة والثمانون:

قال في الدعاء: " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك " ولم يقل " إلا بك " وذلك ليتضمن معنى الرجوع إلى الله، أما الاستعانة بالله فقد مضى الاشارة إليها بقوله " أنا بك " فاقتضى السياق أن يكون هنا لفظ يشعر بالرجوع فجاءت صيغة " إليك ".

الفائدة الرابعة والثمانون:

قوله: " تباركت ربنا " جاءت في آخر الدعاء، وهذا المكان أليق بها من غيره لأن التبارك كثرة الخير فناسب أن يختم بها صفات الثناء على الله لأن غيرها يدخل فيها، ومخاطبة الملوك تقتضي هذا، فإن المخلوق يثني عليهم ويمدحهم فإذا أراد أن يختم جاء بصفة مدح عامة ليدخل ما لم يذكره من الصفات فيها، والله ملك الملوك سبحانه وأحق بذلك.

الفائدة الخامسة والثمانون:

قوله: " تباركت وتعاليت " يكثر الاقتران بين هاتين الكلمتين " تبارك " و " تعالى " والمناسبة بينهما ظاهرة لأن التبارك تعني السعة والعظمة والرفعة، فناسب أن يأتي بلفظ يناسب الرفعة وهو " تعاليت ".

فصاحب الخير الكثير في مكان عالٍ في قلوب الناس، والله سبحانه وتعالى لا خير أكثر من خيره، ولهذا تعالى حسا ومعنى، فهو عالٍ على خلقه مستو على عرشه، وعالٍ في قلوب عباده المؤمنين.

الفائدة السادسة والثمانون:

قوله: " أستغفرك وأتوب إليك " ناسب أن يختم بها، حيث سبقها عبارات ثناء على الله فناسب أن يختم بطلب قبل صلاته، فطلب المغفرة والتوبة وهي أعلى أماني المؤمن.

الفائدة السابعة والثمانون:

قوله: " أستغفرك وأتوب إليك " قرن بين الاستغفار والتوبة لينصرف الاستغفار إلى الذنوب التي فعلها، وتنصرف التوبة إلى ما بعد حال الذنب، فالعبد يسأل ربه أن يتوب عليه ويقبل رجوعه بعدما تلطخ بالذنب.

الفائدة الثامنة والثمانون:

قدم الاستغفار على طلب التوبة لأن محو الذنب مقدم على ما بعده، فالعبد في بداية الأمر يسعى لئن يغفر الله له ذنبه، ثم يأتي بطلب آخر، فجاء ذلك على هذه الهيئة.

الفائدة التاسعة والثمانون:

كرر الاستغفار في هذا الدعاء في وسطه وآخره ليعطينا بذلك تصورا عن خطورة الذنوب، وأنها تكون حاجبا بين العبد وربه في صلاته، فلا تؤتي صلاته ثمرتها.

الفائدة التسعون:

في رواية لهذا الحديث: " واهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت " وهو دليل على أن الأخلاق تؤثر في الأعمال ولهذا قرن بينهما، فإن المهدي في أخلاقه مهدي في أعماله، فإن الأخلاق تشمل الأقوال والأفعال، فإذا حسنت أخلاقه حسنت أعماله ولا بد.

الفائدة الحادية والتسعون:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015