والدارقطني والخطيب و أمثالهما في بغداد ويعرفوا من أسرار الشيعة الشيء الكثير

أقول:

هذا ليس بالمستحيل عادة حتى يقطع بنفيه فمن اطلع على تاريخ أهل الأندلس مثلا لعرف كيف أن كثيرا منهم كانوا يخفون إسلامهم عن النصارى زمنا طويلا مع حرص النصارى على تتبعهم و التفتيش عنهم ...

فليس من المستحيل على مثل الواقدي و هو الحاذق في الكذب أن يخفي تشيعه على أهل السنة فيكفينا أن أهل السنة عرفوا كذبه ثم لا يهم بعد ذلك جهل البعض بأنه شيعي

و أما محمد بن إسحاق النديم، أبو الفرج الإخباري الأديب الشيعي المعتزلي فبغدادي من أهل القرن الرابع والخامس الهجري وهو ليس متأخرا كما زعم بعض الأفاضل بل هو معاصر للبغدادي، فهو أدرى بأهل ملته من غيره!! ولعله اطلع على ما لم يطلع عليه البغدادي.

ثم بعد ذلك لو تأملت معي ما ذكره البغدادي في تاريخ بغداد من ترجمة الواقدي لرأيته مطابقا لما ذكره الشيخ إحسان الهي ظهير عن القمي في عدم قدرة الواقدي على حفظ القرآن ..

قال ابو بكر الخطيب:

((وكان الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن!.

أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل قال: حدثني محمد بن موسى البربري قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غداً بالناس قال: فامتنع. قال: لابد من ذلك فقال: لا والله يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة. قال: فأنا أحفظك قال: فأفعل. فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول فأتعب المأمون ونعس. فقال لعلي بن صالح: يا علي حفظه أنت. قال علي: ففعلت ونام المأمون فجعلت أحفظه النصف الأول فيحفظه فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول وإذا حفظته النصف الأول نسي الثاني وإذا حفظته الثاني نسي الأول فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته. فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت.

أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري حدثني محمد بن المرزبان حدثنا أبو بكر القرشي حدثنا المفضل بن غسان عن أبيه قال: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ: " إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى "))

قلت و قد ذكره ايضا الذهبي في التاريخ نقلا عن تاريخ بغداد

اليس من العجيب لرجل كهذا يزعم انه يحفظ إخبار الجن و الإنس- كما ذكر بعض اهل العلم - أن لا يقدر على حفظ هذا الشيء اليسير من القرآن؟!!

و أما قولك:

والمقصود أن اتهام الواقدي بكونهكان من الإمامية يحتاج إلى دليل

فأقول:

ما ذكرتُه لك بعالية و ما ذكره الفاضل محمد الأمين كاف في إثبات تشيعه و أنه ممن يستعمل التقية، فالرجل كذاب و ليس بثقة أصلا و يضع المرويات الباطلة فلا يوجد إذاً ما يدفع كلام ابن النديم أو غيره

و كتاب ابن النديم معدود في كتب التراجم و الأخبار و ابن حجر يستشهد و يكثر النقل عنه في اللسان وكذلك الذهبي في التاريخ ينقل عنه في تراجم المعتزلة و الشيعة و نحوهم، فلماذا إذن لا يؤخذ بقول ابن النديم هنا في رجل كذبه الكبار من أهل العلم عندنا؟ أضف الى ذلك ما تقدم ذكره من القرائن التي تؤكد ما قاله ابن النديم. و كذلك فإنه لم يأت عن احد ممن جاء بعد ابن النديم ما يرد هذا القول مع اطلاعهم عليه كابن حجر والذهبي و غيره كما تقدم.

و أما كونه كان قاضيا في بغداد ... الخ .. إن هذا يؤكد ما ذكر سابقا فلقد كان المأمون يقرب إليه شياطين الإنس من اليهود و النصارى و الجهمية و الفلاسفة و السحرة، فلا غرو إذن أن كان الواقدي الشيعي مقربا لديه!!

و العلم عند الله.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 08 - 08, 08:14 م]ـ

أخي الكريم

ابن النديم الوراق جاهل وليس هو علامة أخباري بل وراق مجرد وراق مفهرس لا علم لديه

ولا يقارن يالخطيب العالم الجليل الذي يعرف عن رجال الشيعة ما يخفى على الجاهل ابن النديم

ولو كان شيعيا لذكره الشيعة الأوائل في كتبهم

يعني خفي أمره على الشيعة والسنة وتفطن لذلك الجاهل الوراق ابن النديم

وأما عدم حفظ القرآن فقد قيل مثل ذلك في عثمان بن أبي شيبة وهو حافظ جليل

فلو ثبت أن الواقدي لم يكن يحفظ القرآن فهذا عثمان قيل فيه مثل ذلك

فهل عثمان أيضا ممن لا يؤمن بالقرآن

واستنتاج الشيخ الشهيد إحسان إلهي - رحمه الله - خطأ

فائدة

هناك من أئمة الإمامية من قرأ القرآن بالروايات

وأما القرائن التي ذكرتموها ففيها من التكلف ما لا يخفى

وهب جدلا ولن نسلم لكم أن ابن حجر لم ينازع ابن النديم في ذلك فكان ماذا

غلط ابن حجر في عدم تعقبه على ابن النديم

هذا إذا سلمنا بما ذكرتم

كيف وابن حجر ما ذكر شيئا عن ابن النديم في ترجمة الواقدي في تهذيب التهذيب

نعم لو نقل كلام ابن النديم في تهذيب التهذيب ولم يتعقبه لكان لكلامكم وجه

وأما نقل كلام عرضي عن ابن النديم نأخذ منه أن ابن حجر ما تعقب ابن النديم

ففي ذلك نظر بين

والذهبي ليس بالمكثر عن ابن النديم

وما ذكرتموه من القرائن فيه من التكلف ما لا يخفى

وأما قولكم - وفقكم الله - دعوى الإجماع فهذا الذي بلغنا وقد أحسن من انتهى إلى ما سمعه

وما بلغه

فمن كان لديه فضل علم فلينقل لنا من اتهم الواقدي بمذهب الرافضة من علماء الحديث

وأما مثل ابن النديم الوراق فلا يعتد به

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015