يقول: ما التعريف الذي استنبطه المتأخرون للحديث الحسن؟ عرفه الحافظ بن حجر وغيره بأنه ما يروه العدل الخفيف الضبط بسند متصل غير معلل ولا شاذ، هذا هو الحديث الحسن عنده.

يقول: هل الأكل في المطاعم السريعة الآن التي على جوانب الطرق يعد خارم للمروءة؟ أم يقال: إن العرف قد تغير؟ نعم قد تغير، ويوجد من الأخيار من يأكل، لكن إذا أمكن أن يأكل في مكان بحيث يختفي عن أنظار الناس فهو أولى، أما إذا كان على طريق ولا وجد مكان مناسب إلا هذا لا بد منه.

وهل يليق بطالب العلم الأكل فيها أفتونا؟ هذا في المدن ينبغي أن يكون بمعزل من الناس، وإذا رأى الناس أكثروا من هذا، ووجد من الناس من غير نكير صار عرفاً وعادة عندهم، والمسألة عرفية.

يقول: ما هي الطريقة المثلى للاستفادة من صحيح البخاري؟ هل بقراءته مجردة دون مراجعة الشروح، أو بمراجعة الشروح وهذا يحتاج إلى وقت؟ هذه المسألة ذكرناها بشيء من التفصيل بشريط اسماه الإخوان: (معالم في طريق الطلب) يراجع، فيه كيفية الاستفادة من صحيح البخاري -إن شاء الله تعالى-.

يقول: شاهدت على أحد جدران المدينة لوحة تتحدث عن العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر؟ هذا صحيح؛ لأن الثمرة المقصودة من العلم هي العمل، فالعلم الذي لا يعمل به وبال على صاحبه، مثل الشجرة التي تضيق عليه وتأخذ جهد ومال، وهي ما لها قيمة.

يقول: ذكرت لنا إخفاء العمل إذا تيسر، فهل نخفي رفع الصوت عند الانتهاء من الصلاة المفروضة ابتداء بالتسبيح؟ هذه الأمور المشروعة التي تشرع للناس كلهم بحيث لا يمتاز بها ويختص بها أحد عن غيره، نعم، مما يظن في الخير بسببه هذا مشروع للناس كلهم، والصحابة كانوا يعرفون انقضاء صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام- بالتكبير، يعني لما يرفعون أصواتهم بالذكر بعد الصلاة، فالأمور التي تشرع للناس كلهم، يعني وش المانع أن يقول الإنسان في رمضان: إنه صائم؟ يدري الناس أنه صائم في رمضان، هل في هذا رياء؟ الناس كلهم صائمون، يا أخي ما لك منه، لكن يصوم غير رمضان يخفي، يصلي نوافل يصليها في بيته، أما الفريضة بعد .... يصليها في بيته عن الرياء؟ ما هو بصحيح، الناس كلها تصلي، ومفروض عليك أنك تصلي.

وذلك الدعاء بين الأذان والإقامة؟ نعم موطن من مواطن إجابة الدعاء، فيدعو الإنسان بين الأذان والإقامة بما أحب.

نسمع كثيراً بالمجالس أحداً يتكلم ويقول: كذا وكذا صحيح، وهو يقول: سمعت كذا وكذا، الله أعلم من صحة السالفة، أو يقول: سمعت شريط فيه قصة صحيحة ما رأيكم؟ على كل حال إذا كان من أهل النظر، ويعرف الصحيح، ويميز بين الصحيح وغيره، فقوله معتبر وإلا فلا.

يقول: أنا طالب حفظت من كل مختصر فن أو من كل فن مختصر، والآن قريب من الانتهاء من البلوغ، فهل أحفظ زاد المستقنع أو أبدأ بالبخاري؟ لا شك أنه إذا كانت الحافظة تسعف فحفظ المتون نعمة من نعم الله -جل وعلا-، والذي يحفظ متن فقهي لا شك أنه تكون عبارته قوية ومتينة، وأنتم تدركون الفرق بين فتاوى من ينتسب إلى العلم ومن يتصدى لإفتاء الناس، الشخص الذي اعتنى بالمتون وحفظ المتون تجد عبارته محررة ومضبوطة، ولو كانت عبارة فقهاء، إذا دعمها بالدليل صارت نور على نور، لكن الذي لا يحفظ المتون تجده أساليب وإنشاء ويطوح يمين ويسار، ويحاول يلملم أموره، لكن حفظ المتون لا شك أنه يؤصل طالب العلم، ويجعل عبارته مضبوطة ومتقنة ومحررة، بدل ما يتفطن للجواب، الجواب حاضر يا أخي، لاسيما إذا كان مدعوم بالدليل، والعمدة في الأمر كله على الدليل، فإذا كانت الحافظة تسعف لحفظ متن فقهي مثل الزاد فهذا مطلوب.

يقول: يجوز لمن أنشأ العمرة أن يتجاوز الميقات ويتجه إلى مدينة ينبع؟ الظاهر هو بطريق المدينة يريد أن يتجاوز ذو الحليفة ويتجه إلى ينبع، أو يتجاوز إلى جدة مثلاً، وإذا أراد أن يحرم يرجع إلى رابغ قليلاً، أو يذهب إلى السيل أو كذا، لكنه تجاوز الميقات، الجمهور يلزمونه أن يرجع إلى الميقات الذي تجاوزه، مر بذي الحليفة لا يجوز أن يتجاوزه إلا محرم، إن تجاوزه يلزمه أن يرجع، الإمام مالك -رحمه الله تعالى- يقول: إذا تجاوز الميقات، نعم، وأحرم من ميقات أخر معتبر يكفيه ذلك، ولا يلزمه شيء، لكن تجاوز الميقات لا شك أنه مخالفة في الجملة، فيحرص أن يحرم من أول ميقات يمر به، وإذا فعل ما أفتى به الإمام مالك، فالإمام مالك تبرأ الذمة بتقليده.

يقول: لماذا خصوا كبار التابعين بالمرسل دون صغارهم؟ لأن جل روايتهم عن الصحابة، أما صغار التابعين فجل روايتهم عن التابعين.

يقول: ما هو أفضل شرح للمنظومة البيقونية؟ شرح الزرقاني طيب، وعليه حاشية الأجهوري أيضاً فيها كلام طيب ونفيس، وهناك شرح للنبهاني أيضاً شرح طيب، والشروح كثيرة.

يقول: ماذا بعد مقدمة ابن الصلاح؟ ذكرنا مراراً أن الإنسان يقرأ في بداية الأمر إما هذه المنظومة إن كانت حافظته ضعيفة، أو يبدأ بالنخبة، ثم يثني باختصار علوم الحديث لابن كثير، ثم يثلث بالألفية، ويقرأ معها ما يعينه على فهما من شروحها، ومقدمة ابن الصلاح وغيرها، والنكت عليها سواء كانت للعراقي أو لابن حجر أو غيرهم.

يقول: ما هي أفضل منظومة للنخبة يحسن حفظها؟ منظومة الصنعاني جيدة، قصب السكر منظومة متينة، وأيضاً تقي الدين الشموني له نظم للنخبة طيب، والغزي له نظم، النخبة نظمت نظم كثير، لكن نظم الصنعاني طيب جداً.

يقول: ما الحكم على المدلسين في الدرجتين الأولى والثانية؟ ولماذا؟ هؤلاء احتمل الأئمة تدليسهم، إما لإمامتهم، أو لقلة تدليسهم بالنسبة لما رووا؛ لأن تدليسهم نادر بالنسبة لمروياتهم مع إمامتهم احتمل الأئمة تدليسهم، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول من موقع الشيخ0

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015