يقول: في النسخ التي عندنا: "فاحش الغلط" يعني بعد المؤتلف والمختلف ومتفق الخط فقط، في النسخ التي قرأت: "فاحش الغلط" ويقول عندهم: "فاخش الغلط".

نعم "فاخش الغلط" هذه أولى وأدق، وإن كان يفهم هذا من العبارة الأولى؛ لأن من يغلط في هذه الأمور غلطه فاحش، نعم؛ لأن هذه الأمور لا يليق بطالب العلم الجهل فيها، ولا يسعه الجهل فيها، لكن "فاخش الغلط" هذه أولى في نظري.

يقول: ما كان على شرطهما ولم يخرجاه، هل يدخل في الصحيح لغيره؟ نعم قد يوجد في الصحيحين لاسيما مسلم؛ لأنه يجمع الطرق في باب واحد، يوجد فيه الصحيح لغيره، يعني لو نظرنا بمفرده لوجدنا في إسناده من تكلم فيه بضرب من التجريح الخفيف، بحيث لا يصل إلى درجة الصحيح لذاته، لكن مع مجموعة الطرق التي يريدها الإمام مسلم، وكذلك البخاري بالنسبة لبعض الرواة، يكون صحيحاً لغيره، المقصود أنه يصل لدرجة الصحيح.

ما معنى: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس"؟ يعني العجز والكيس مقدر على الإنسان أن يكون عاجزاً لا يخدم نفسه فضلاً عن غيره، وإن كان سليم الأطراف، والناس يتفاوتون في هذا، وبعضهم كيس فطن يخدم نفسه ويخدم غيره، ويحزم على نفسه، ويسعى إلى ما ينفعه وينفع غيره، كل هذا أمر مقدر على الإنسان.

يقول: من كانت عنده نقود أمانة فهل له أن يتصرف بها بدون إذن صاحبها حيث بالمكان إرجاعها؟ أولاً: إذا كانت أمانة ولم يفرط فيها، ولم يتصرف فيها هذه لا يضمنها إذا تلفت، لكن إذا تصرف فيها مع غلبت ظنه أنه يعيدها إلى صاحبها متى ما أرادها على أن يضمنها، تكون مضمونة عنده لو تلفت، فحينئذ تكون شبه قرض، ولا تكون أمانة.

يقول: ما مراد الترمذي إذا قال عن حديث: إنه حسن صحيح غريب؟ مسألة: حسن صحيح فيها أكثر من ثلاثة عشر قول، يمكن خمسة عشر قول، وبسطت في مواضع، لكن الحسن بينه الترمذي بأنه:

...... وقال الترمذي ما سلم ... من الشذوذ مع راوٍ ما اتهمبكذب ولم يكن فرد ورد ... قلت: وقد حسّن بعض ما انفرد

وهذا الذي يقول فيه: حسن غريب، أما إذا اجتمعت معه الصحة فالكلام لأهل العلم إن كان له أكثر من إسناد فهو حسن باعتبار إسناد، وصحيح باعتبار إسناد آخر، إن لم يكن له إلا إسناد واحد فهو سببه التردد، هل بلغ رتبة الصحة أو قصر عنها في مرتبة الحسن، وغاية ما يقال: إنه حسن أو صحيح، أو حسن عند قوم، صحيح عند آخرين.

يقول: هل الحفظ وسيلة أو غاية؟ إن نظرت إليه باعتبار وجدته غاية، حفظ القرآن غاية؛ لأنه متعبد بتلاوته، وأما العلوم التي يقصد من حفظها العمل بها فهو وسيلة.

قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((أو ولد صالح يدعو له)) هل يدخل فيه بر ودعاء طلاب العلم لشيخهم؟ نعم يدخل، وكم من عالم له من المعروف أعظم ما للوالد على ولده، فيدخل في هذا، علم بأنه يدخل في العلم الذي ينتفع به بالجملة الثانية.

يقول: هلا وجهتم لأبنائكم الطلاب بعض آداب طالب العلم على وجه الإيجاز؟ وأيهما أفضل في الحفظ صحيح البخاري أو صحيح مسلم؟ أو ما ألف في ذلك من مختصرات؟ وما أفضل الكتب في اختصار هذين الكتابين العظيمين؟ أولاً: بالنسبة لآداب طالب العلم ينبغي لطالب العلم أن يخلص النية لله -جل وعلا-، وأن يكون طالبه لهذا العلم خالصاً لوجهه، مبتغياً به ثوابه، لا يبتغي بذلك عرض من أعراض الدنيا، ولا يطلب من ذلك الجاه والشرف عند الناس، أو حب المدح والثناء منهم؛ لأن هذا العلم دين، بل هو من أمور الآخرة المحضة، التي لا يجوز التشريك فيها، وجاء في الحديث الصحيح في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار عالم، عالم أفنى عمره بالعلم والتعليم، فيقال له: ماذا فعلت؟ قال: تعلمت وعلمت، فيقال له: كذبت، إنما تعلمت وعلمت ليقال: عالم، فنكون على حذر من هذا.

الأمر الثاني: يحرص ويجتهد طالب العلم أن يأخذ العلم والمراد به العلم المورث للخشية، علم الكتاب والسنة على الطريقة المعرفة عند أهل العلم، وعلى جوادٍ مسلوكة، ويأخذه من أهله، أهل العلم والعمل، بالرفق واللين واحترام الآخرين، وعدم الكبر، وعدم الإعجاب بالنفس، وعدم احتقار الآخرين، والنصح لكل أحد.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015