عَامِلِهَا قَالَ أَكُونُ فِى غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَىَّ. قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَوَافَقَ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ قَالَ تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ قَلِيلَ الْمَتَاعِ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «يَأْتِى عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ». فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ اسْتَغْفِرْ لِى. قَالَ أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِى. قَالَ اسْتَغْفِرْ لِى. قَالَ أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِى. قَالَ لَقِيتَ عُمَرَ قَالَ نَعَمْ. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ. قَالَ أُسَيْرٌ وَكَسَوْتُهُ بُرْدَةً فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ إِنْسَانٌ قَالَ مِنْ أَيْنَ لأُوَيْسٍ هَذِهِ الْبُرْدَةُ

هذا الحديث أخرجه مسلم في الصحيح وأحمد في المسند وابن أبي شيبة في مصنفه والعقيلي في الضعفاء والحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والبيهقي في شعب الإيمان (باختصار) وغيرهم كثير والحديث له شواهد لم تسلم من الخلل لكنها تصلح أن تكون مقوية للحديث إن سلمنا ضعفه!

وسيأتينا الكلام على جميع الطرق في حينه والله الميسر

النقاش التفصيلي مع الدكتور عبد العزيز الحميدي وفقه الله

المسألة الأولى:أقوال المحدثين في (أسير بن جابر ويسير بن عمرو) هل هما اثنان؟ كما رجح الدكتور الحميدي أم هما واحد؟

كما قال جمهرة من المحدثين وهو الصواب عندنا

وهذه المسألة تعتبر الركن ا"لأول من أركان الكتاب فإذا انهدم هذا الركن انهدم الجزء الأكبر من هذا الكتاب!

قال الدكتور الحميدي (بتصرف): مدار الحديث على أسير بن جابر فمن هو:مختلف فيه من عدة جهات

مختلف في اسمه واسم أبيه وفي نسبته

وقد ظهر لي أنهما اثنان أحدهما يسير بن عمرو وهو شيباني كوفي ترجم له البخاري 0000

ثم قال الدكتور:الأول صحابي وله ذرية

أما الآخر أسير بن جابر فهو ذا ترجم له البخاري وابن أبي حاتم ثم أسند عن يحيى أنه ثقة

قال:من هاتين الترجمتين يظهر لنا أن هذا اسمه أسير

فهو بصري فحسب بينما يسير بن عمرو كوفي

فبعد تبين أنهما اثنان نقول:

يسير بن عمرو الشيباني ثقة معروف

وهو عن سهل بن حنيف في الصحيحين

أما أسير بن جابر فلم يخرج له البخاري شيئا واحد ولا أحد من أصحاب الكتب الستة إلا مسلما فأخرج له قصة أويس القرني

قال:فإذا تبين أنهما رجلان فنقول إن من وثق أسير بن جابر راوي قصة أويس إنما حمله على أنه يسير بن عمرو الشيباني الصحابي ونتج عن ذلك أن من خلط بينهما جعلهما واحدا حمل كل ما ليسير بن عمرو الثقة الصحابي المعروف على أسير بن جابر المعدود في التابعين وإن كان معلوم العين.

قال القتادي: هذا الاستنتاج من الدكتور غير صحيح

واختلاف اسم الراوي ليس جديدا وما أكثر الرواة الذين حصل فيهم الاختلاف فإن أمكن الجمع بينهم فذاك وإلا لجأنا للترجيح والجمع ممكن والصواب أنهما رجل واحد وعليه ذهب جمهرة من المحدثين

وبين الاسمين (أسير ويسير) تشابه في رسم الخط

وأما اختلاف النسبة فهو وارد،وبين العبدي والشيباني تقارب في النسب فهاتان القبيلتان من ربيعة، فقد يكون شيبانيا صليبة وعبدي بالحلف أو بالجوار

وممن ذهب إلى أنهما رجل واحد مجموعة من المحدثين

وسوف نذكر هنا أشهر من قال إنهما رجل واحد.

1) علي بن المديني

قال علي ابن المديني يسير بن عمرو من أصحاب عبد الله بن مسعود روى عنه أهل الكوفة،وأهل البصرة،وكان يعرف بالكوفة بيسير بن عمرو وبالبصرة بأسير بن جابر

:فروى عنه من أهل الكوفة المسيب بن رافع وأبو إسحاق الشيباني

وقيس بن يسير عن أبيه أنه كسا أويسا القرني ثوبين من العري.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015