المتابعة الأولى: ما رواه ابن خزيمة في الصحيح من طريق عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه محمد بن زيد عن جده عبد الله بن عمر، فالآن يعني لو نظرنا في هذا الطريق يلتقي مع الطريق السابق في من؟.

الآن لاحظوا أن الطريق الأول يرويه مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر هذا يرويه عاصم بن محمد عن أبيه محمد بن زيد، عن جده عبد الله بن عمر يلتقيان في من؟ أحسنتم بارك الله فيكم يلتقيان في الصحابي، يعني ما التقوا فيمن قبل الصحابي، فهكذا المتابعة أحيانا تكون ما تحصل إلا في الصحابي وأحيانا تكون فيمن قبله، وأحيانا تكون فيمن قبله، وهكذا فكلما حصلت فيمن هو قبل فهي أقوى، أقوى من العليا، فهذه الآن إحدى المتابعتين.

المتابعة الثانية: هي التي رواها مسلم في صحيحه من رواية عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، فهذه نسميها أيضا ماذا؟ متابعة قاصرة حصلت فيمن؟ حصلت في الصحابي الذي هو عبد الله بن عمر، فهذا المثال للمتابعة القاصرة ذهبنا فبحثنا، هل لهذا الحديث من شاهد، فوجدنا أن له شاهدا ومن شواهده ما رواه النسائي في سننه من طريق محمد بن حنيف عن ابن عباس -رضي الله عنهما- بمثل حديث عبد الله بن دينار، يعني

فأكملوا العدة ثلاثين فهذا يسمى أيش؟ يسمى شاهدا.

الآن الكلام هذا كله بناء على القول الراجح على أن المتابع والشاهد هو بالنظر إلى السند، لكن لو أردنا أن نمثل بهذه الأمثلة على الرأي المرجوح، وهو بالالتفات إلى المتن فنظرنا مثلا في مثال متابعة عبد الله بن مسلمة القنعنبي، نجد أنها رويت بلفظين أحدهما موافق للفظ الشافعي، والآخر فيه بعض الاختلاف، فاللفظ الموافق لرواية الشافعي هو الذي عند البخاري في صحيحه، واللفظ المخالف أو الذي يعني يختلف في اللفظ اختلافا يعني يسيرا أنه قال: فاقدروا له ثلاثين أو فأكملوا العدة ثلاثين يعني فيه رواية نسيت من الذي أخرجها، المهم أن رواية القعنبي موافقة لرواية عبد الله بن دينار، ومرة فيها اختلاف يسير فعلى كلا التعريفين يمكن أن تكون هذه المتابعة يمكن أن تكون متابعة، ويمكن أن تكون شاهدة، فالرواية التي فيها الموافقة للفظ تسمى متابعة أيش؟ تامة.

والرواية التي فيها اختلاف يسير في اللفظ تسمى شاهدة نحن الآن نريد أن نمثل بهذه الأمثلة على المتن مع غض النظر الآن عن السند، وانتهينا عن التمثيل للسند لو جئنا لرواية مثلا محمد بن حنيف عند النسائي، فلفظها موافق تماما للفظ من؟ لفظ عبد الله بن دينار الذي رواه الإمام مالك عن عبد الله بن دينار من طريق الشافعي، عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه فأكملوا العدة ثلاثين فهذه الرواية تماما مثل رواية محمد بن حنيف عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر حديثا، وفيه فأكملوا العدة ثلاثين فبناء على القول الثاني الذي يلتفت للمتن هذه تسمى ماذا؟ تسمى متابعة تسمى متابعة؛ لأن اللفظ اتفق تماما ما فيه اختلاف، لكن لو جئنا لرواية عبيد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

فاقدروا له ثلاثين أو فاقدروا ثلاثين الآن فيه اختلاف في اللفظ ولا ما فيه اختلاف؟.

فيه اختلاف يسير المعنى واحد أو ما هو واحد؟ المعنى واحد والصحابي واحد ولا ما هو واحد؟ الصحابي واحد هذه تسمى بناء على التعريف المرجوح ماذا؟ تسمى شاهدا أحسنت يعني الآن إن شاء الله الأمر يكون اتضح.

قد يقول قائل: ما هي الفائدة من هذا التقسيم كله؟ يعني حينما نفصل، فنقول: هذه تامة وهذه متابعة قاصرة، وهذا متابع وهذا شاهد، وما إلى ذلك، وما الفائدة من البحث عن متابع أو شاهد؟ في أي شيء يفيدنا هذا؟ نعم في النظر إلى الحديث هل يتقوى أو لا يتقوى؟ صحيح لكن هذا التقييد ماذا تفيدنا أحسنت بارك الله فيك حينما نجد حديثا آخر يعارض هذا الحديث الذي معنا، فنحن حينما لا نستطيع أن نوفق بين الحديث، ونكون مضطرين إلى أن نرجح أحدهما على الآخر، هذا الترجيح إنما يكون بقوة الطرق فنحن حينما نبحث عن حديث من الأحاديث، فنجد له طرقا كثيرة فمعنى ذلك أننا نقوي هذا الحديث الذي له طرق كثيرة على الحديث الذي ليس له طرق إلا قليلة، فهذا يفيد في حال الترجيح بين الروايات الحافظ ابن حجر -رحمه الله- يعني هذا جواب لسؤالك يا أخي يقول: إن التفريق بين المتابع والشاهد بالنظر إلى السند أو المتن هذا يعني أمر سهل كأنه يشير إليك يا طالب العلم إذا ما وجدت كلام العلماء السابقين يختلف أحيانا في هذه المسألة، فمنهم من يطلق المتابعة على الشاهد أو الشاهد على المتابعة، فلا تتعجب لأن الاختلاف في هذا يسير يعني ليس هناك مثلا شيء ينبني على هذا الاختلاف المهم أن الحديث له طرق تقويه، وهذا هو المراد فقد تجد بعض العلماء السابقين يعني يتساهل، فيطلق المتابعة على الشاهد أو العكس، فكما يقول: الأمر في هذا سهل.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015