المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن السنة النبوية هي حصن القرآن الحصين، ودرعه المتين، وحارسه الأمين، وشارحه المبين، تفصل مجمله، وتفسر مشكله، وتوضح مبهمة، وتقيد مطلقه، وتبسط موجزه، وتدفع عنه عبث العابثين، ولهو اللاهين، قال الله تعالى في كتابه المبين: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، فبين سبحانه وتعالى أنه قد تكفل لنا بحفظ هذا الدين، ومنه سنة نبيه الأمين، فلم يذهب منها شيء، وإن لم يستوعبها ويحيط بها كل فرد على حدة، قال الإمام الشافعي - يرحمه الله -: " فإذا جمع علم أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فرق علم كل واحد منهم ذهب عليه الشيء منها، ثم كان ما ذهب عليه منها موجودا عند غيره ".

وإن من أسباب حفظ السنة النبوية المحمدية، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ما اختصت به هذه الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم السالفة الماضية، من استعمالها للإسناد في رواية الحديث النبوي، والتاريخ الإسلامي، فقد قال ابن المبارك - يرحمه الله - قوله: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015