والجماعة أنه رابع الخلفاء الراشدين، وأنه أفضل الصحابة بعد الثلاثة، وحتى أهل الشام لا ينازعون في فضله، ولا في أحقيته بالأمر، لكن لشبه عرضت لهم بسبب مقتل عثمان - رضي الله عنه -، فامتنعوا لأجلها عن مبايعة علي - رضي الله عنه -، وجرى من جراء ذلك فتناً عظيمة (?).

ثم بمقتل علي - رضي الله عنه - واستخلاف ابنه الحسن - رضي الله عنه -، وبعد ستة أشهر رأى الحسن أن الأمر لا يمكن أن يستقيم، ولا يصلح أمر الأمة مع هذا النزاع؛ فتنازل عن الأمر لمعاوية - رضي الله عنه -، فاجتمعت الكلمة، وسمي ذلك العام: عام الجماعة، وتحقق فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) (?).

ومن أفضل ما جرى لعلي - رضي الله عنه - في خلافته: قتله للخوارج، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق)) (?).

وقد ضل في هذا الأمر: الرافضة، حيث ضلوا في الصحابة عموماً، وفي أمر الخلفاء الثلاثة خصوصاً، فجمعوا بين عداوة جمهور الصحابة وبغضهم، وبين الغلو في علي وأهل بيته، ولهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015