فصل في "ما ولا ولات وإن" المشبهات بليس

كان مقتضى القاعدة في هذه الحروف أن لا تعمل لعدم اختصاصها، فإنها تدخل على الأسماء نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} [آل عمران:144] و {لا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة:2] و {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} [فاطر:23] وعلى الأفعال نحو: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ} [الإسراء:15] {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ} [الدخان:56] {فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} [الأحقاف:26] لكنها قويت لشبهها بـ"ليس" في الدلالة على النفي والدخول على المبتدأ والخبر، وتخليص المضارع إلى الحال.

(إعمال ليس أعملت "ما" دون إن ... مع بقا النفي وترتيب زكن)

(وسبق حرف جر أو ظرف كـ"ما ... بي أنت معنيا" أجاز العلما)

أي: تعمل "ما" النافية عمل ليس، في رفع الاسم ونصب الخبر، عند الحجازيين وبلغتهم نزل القرآن، كقوله: {مَا هَذَا بَشَرًاٌ} [يوسف:31] {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} [المجادلة:2]. وأما بنو تميم فلا يعملونها، لكونها مشتركة بين الأسماء والأفعال، بل يتركون الاسمين بعدها مرفوعين، على ما كانا عليه من الابتداء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015