مراحل الطفولة في الأدب القرآني والنبوي

...

مراحل الطفولة في الأدب القرآن والنبوي:

أولا: مرحلة العدم أثناء الخطبة الزوجية

اهتم الإسلام بالطفل قبل وجوده في أثناء الخطبة ومرحلة الاختيار بأن يرضى كل منهما عن الآخر، وليس الرضا للرغبة والمحبة فحسب، وإنما مراعاة نجابة الأولاد الأصحاء الأقوياء الصالحين، فهم ثمرة الحياة الزوجية الناضجة، والزهرة اليانعة الفواحة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" فالأصل الطيب والنسب الطاهر والخلق الفاضل يكون نتاجها كذلك، قال تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26] ، {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} ، لذلك كان الأساس في اختيار الدين والخلق أولا، فإذا اتفقت بقية الصفات أو بعضها معه تكون نافلة وزيادة، وقد وضح الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" البخاري ومسلم، وخير النساء: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره" رواه النسائي وأحمد بن حنبل، ويؤكد على الدين والخلق بقوله أيضا: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" وقال تعالى: {الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71] ، {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221] ، {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32] ، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] ، "الدنيا متاع المرأة الصالحة" رواه مسلم 883/ 2.

بعد الزواج مباشرة:

وهي مرحلة الحب والتوافق، والمودة والرحمة، ليكون الزوجين معا قدوة حسنة وصالحة، ولا يتم ذلك إلا بتحقيق هذه الأسس: السكن والأمن والاستقرار، قال تعالى: {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} والحب والسعادة والتوافق والترابط: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} ، والمودة والرحمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015