على سائر مخلوقاته، ولم تضمن الشريعة السمحاء أمرا لا يطيق الناس إتيانه أبدا ولذلك قال الله تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج) (الحج: 78) وقد يسر سبحانه على عباده حتى يعملوا بهذا الدين في ظل المحبة لا القسر والإكراه، ويقول جلّت قدرته في ذلك: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة: 185) و (يريد الله أن يخفف عنكم) (النساء:28) لعلمه بضعفكم (وخلق الإنسان ضعيفا) (النساء: 28) .

وكل الأحكام الشرعية حوت مصلحة العباد وحرصت على تحقيق النفع لهم، ولا شيء فيها يعود لله تعالى نفعه، ذلك لأنه تعالى هو الغني الحميد، ولذلك فإنه لابد من فهم جزئيات الشريعة في ضوء تلك الكليات ونحوها، ومن لم يحط بكليات الشريعة، ويفهم مقاصدها، ويدرك قواعدها فإنه لن يستطيع أن يرد الفروع إلى الأصول والجزئيات الى الكليات، يقول الإمام ابن برهان (?) : « ... إن الشرائع سياسات يدبر بها الله عباده، والناس مختلفون في ذلك بحسب اختلاف الأزمنة، فلكل زمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015