وقد اشتهر إن زين العابدين عليه السلام كان عظيم الهدى والسمت، وقد أخرج الخطب في الجامع عن ابن عباس رضي الله عنهما، إن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة وكلمات أهل البيت النبوي وحكمهم وأوصافهم الشريفة، لا تكاد تنحصر، ومنها معاملتهم لأمة مشرفهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكارم الأخلاق من طلاقة الوجه، وإفشاء السلام ومزيد الإكرام، ورفقهم بهم في الكلام، وترك التعاظم على آحادهم وإحسان الضن بهم، وتخصيصهم بمزيد الإكرام للعلماء المتمسكين بسنة نبيهم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإنهم ورثة الأنبياء، فينبغي أن يكون المنتسبون إليهم متخلقين بمحاسن أخلاقهم وآدابهم ونزاهتهم، متأملين لسيرهم وطرائقهم سالكين سبلهم في ذلك، حتى يكونوا خير الناس أسلافاً، وأخلاقاً، وأعمالاً، ويدخلون السرور على مشرفهم صلى الله عليه وآله والماضين من سلفهم عند عرض أعمالهم.

هذا آخر ما تيسر جمعه بحمد الله وإعانته فنسأل الله أن ينفع به، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم، إنه سميع عليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين. آمين اللهم آمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015