لترتيب ما تبقّى من أمور، ومن ثمّ توجه بالفأل السعيد بصحبة هودج من يشبه عهدها عهد «بلقيس» لخدمة سلطان هو أشبه ما يكون بسليمان.

وحين بلغ «أرزنجان»، بعث برسول سريع على براق لكي يبشّر بوصول هودج سيّدة العالم، فأمر السلطان بأن ينهض قادة الجند ممن هم على الطّريق الذي تمر عليه الملكة للحفاوة والتّرحيب، وألّا يدعوا شرطا من شروط البشر والبشاشة إلا ويفوه حقه.

وقدم السلطان بالمظّلة الجليلة إلى «قيصرية» المحروسة وأقام حفلا. فلما ظهرت دراري الثّواقب وسواري الكواكب كالمشاعل، تبختر السلطان متوجّها إلى حجلة (?) الوصال وحجرة الخلوة. فرأى قمرا يتصدّر موضعا وسرورا يحتلّ سريرا، فطوّق بساعده وحيدة الدّهر تلك، وحقّق أمنية القلب.

ذكر اعتناء السلطان بدعوة الخوارزمية للعودة

ذكرنا من قبل أن «قيرخان» حين أصبح مقيّدا بسبب خبث «كوبك»، وزج به في قلعة «زمندو» انطلق باقي أمراء خوارزم صوب ديار الشام، وظل «ملوك الشام» و «ديار بكر» و «ربيعة» و «مضر» و «الجزيرة» خائفين محترزين خشية ما يصدر عنهم من ركضات وسطوات وفجآت وبغتات/، وأخذوا يبعثون بالأحمال الوفيرة من كلّ صوب إلى بيت كلّ قائد منهم، ويدفعون عدوانهم عن بلادهم بالأيمان والمواثيق. غير أنهم كانوا يتوغّلون في بعض الأوقات داخل الحدود، ويحولون دون تردّد القوافل جيئة وذهابا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015