ورأينا منصرف إلى أن يقام سور حول هذه المدينة و «سيواس»، كي لا تؤثر فيها فأس دواهي الدّهر المتقلّب، وينجاب عنها نقاب أحقاد الأحقاب.

ثم إنه أمر بإحضار المعماريين والرسّامين الحاذقين، وركب مع الأمراء وطاف حول المدينة، لكل يحدد بالرّسم مواضع البروج والأبدان (?) والبوّابات. ثم أمر نوّاب الخاصّ السلطاني بأن تقام من الحساب الخاصّ أربع بوابات مع بعض الأبراج والأبدان، وقسّم الباقي على أمراء البلاد- كلّ على حدة- وأمر بالإسراع في الأمر واغتنام الفرصة، وأرسل أمرا بنفس المعنى إلى أمير المجلس «بسيواس»، لكي يبني بدوره- بعد الحصول على موافقة الملوك والأمراء في تلك النواحي- سورا كالجبل حول «سيواس».

وبدئ في وضع أساس السور بكل من «قونية» و «سيواس»، وتواصل العمل ليلا ونهارا- على قدر الاستطاعة والإمكان- بهدف الإنجاز والإتمام. ولم يتركوا شيئا إلّا فعلوه في سبيل تقوية القواعد وإعلاء الأبدان وتشييد البروج، لما كان بينهم من عصبيّة وحسد. وبعد الإتمام أبلغ السلطان، فركب وطاف على أطراف الخندق، ونظر إليه بعين الاعتبار/ وشعر بالرّضا والاغتباط، ثم أمر بأن ينقش كل واحد منهم اسمه بالذّهب على الحجر، لكي يبقى لمساعيهم اسم ورسم في الدنيا لأجيال عديدة، ثم أقام احتفالا، وباشر البهجة والأنس.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015