فوحق نعليها، وما وطئ الحصى، ... شيءٌ أعزّ عليّ من عينيها

ما كان قتليها لأنّي لم أكن ... أبكي إذا سقط الغبار عليها

لكن بخلت على الأنام بحسنها ... وأنفت من نظر العيون إليها

ثم ّجلس عند رأس الغلام يبكي:

أشفقت أن يرد الزّمان بغدره ... أو أبتلي بعد الزّمان بهجره

قمرٌ أنا استخرجته من دجنةٍ ... لمودّتي وجلوته في خدره

فقتلته وبه عليّ كرامةً ... فلي الحشا وله الفؤاد بأسره

عهدي به ميّتاً كأحسن نائمٍ ... والطّرف يسفح دمعتي في نحره

لو كان يدري الميّت ماذا بعده ... بالحيّ منه بكى له في قبره

غصصٌ تكاد تفيض منها نفسه ... ويكاد يخرج قلبه من صدره

وأنشد الرّازي:

أما واهتزازك لو أستطيع ... لما لحظ النّاس بدر التّمام

ومن أين للبدر وجه يميتٍ ... ويحيى إذا شاء بالابتسام

فهبه حكاك بحسن الضّيا ... فمن أين للبدر حسن القوام؟

أغار على حسنه إذ حكا ... ك وكان بذلك عند الأنام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015