وقال المأمون لرسولٍ بعث له:

بعثتك مرتاداً، ففزت بنظرةٍ ... وأغفلتني، حتّى أسأت بك الظّنّا،

وناجيت من أهدى وكنت مقرّباً. ... فيا ليت شعري، عن دنوّك ما أغنى؟

وردّدت طرفاً في محاسن وجهها، ... ومتّعت باستمتاع نغمتها الأذنا.

أرى أثراً منها بعينيك لم يكن، لقد سرقت عيناك من وجهها حسنا.

فيا ليتني كنت الرّسول فأشتفي، ... وكنت الذي يعصي وكنت الذي أدنى.

وقال أبو الطّيّب المتنبّي في مثل ذلك:

ما لنا كلّنا جوىً، يا رسول، ... أنا أهوى، وقلبك المتبول

كلّما عاد من بعثت إليها، ... غار منّي، وخان فيما يقول.

أفسدت بيننا الأمانات عينا ... ها وخانت قلوبهنّ العقول

وإذا خامر الهوى قلب حبٍّ ... فعليه لكلّ قلبٍ دليل.

وقال بعض المحدّثين:

يا سوء منقلب الرّسول مخبراً بخلاف ظنّي

إنّي أعيذك أن تكون شغلتني وشغلت عنّي

وأنشد لأبي نواس:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015