لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار

فمرض أحدهم ومات، فانقطع الثلاثة عنها زمانا ثم اجتازوا بها فأنشأت تقول: السريع

كل بني أم وأن أكثرت ... يوما يصيرون إلى واحد

فمرض أحدهم ومات فأنقطع الاثنان عنها زمانا ثم اجتازوا بها فقالت: الوافر

وكل أخ مفارقة أخوه ... لعمر أبيك ألا الفرقدان

فمرض أحدهما ومات، ثم اجتاز بها الباقي فأنشأت تقول: السريع

والواحد الفرد كمن قد مضى ... ليس بمتروك ولا خالد

فقال لها قبليني جعلت فداك فلست والله بعائد.

قال أبو القاسم: أما قوله الفرقدان فإنما رفعه لأنه جعل إلا لكل وحملها على معنى غير كأنه قال: وكل أخ غير الفرقدين مفارقة أخوه، وإلا تكون نعتا للنكرات لمضارعتها غير كقولك: لو كان معنا رجل ألا زيد لهلكنا، أو كما قال الله تعالى (لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدنا) قال سيبويه: هذا نعت والمعنى: لو كان فيها آلهة غير الله لفسدنا، وأنشد: البسيط

لو كانَ غَيري سلُيمى اليومَ غيره ... وقعُ الحوادث إلا الصارم الذكر

أنشدنا الأخفش قال أنشدنا محمد بن الحسن الأحول لبشر بن هذيل الفزاري: الطويل

وعاذلة هّبت بليل تلومني ... ولم يفتني في قبل ذاك عذول

نقول اتئد لا يَرْعُكََ الناس مُملقاً ... ويزري بمن يا بن الكرام تقول

فقلت: أبت نفسٌ عليّ كريمةٌ ... وطارق ليل غير ذاك يقول

سرى في سواد الليل يضرب ثوبه ... ذراعيّة تزجي السقيط بليل

وقيل فان أو فلان وأعصفت شمال بضراد الجهام بليل

فإني لا أخَزى إذا قيل مملقٌ ... سخّي وأحرى أن يقال بخيل

فان لا يكن باعي طويلا فإنني ... له بالخلال الصالحات وصول

إذا كنتُ في القوم الطوالِ فَضَلتْهُمْ ... بعارفة حتى يقال طويل

وكم قد رأينا من فروع كثيرة ... تموت إذا لم يحيهن أصول

وإن آل قصدا في الرجال فإنني ... إذا حلّ أمر ساحتي لجليل

ولا تنظري ما يعجب العين وانظري ... إلى عنصر الأحساب أين يؤول

ولا خير في حسن الجسوم وطولها ... إذا لم يزن حُسنَْ الجسومِ عقول

قال أبو القاسم المملق: الفقير، واشتقاقه من الملقة وهي الصخرة الملساء التي لا يتعلق بها شيء، وجمعها ملقات، وانشد ابن السكيت: الوافر

أتيح لها أقيدر ذو حشيف ... إذا سامت على الملقات ساما

والذراعيه: سحابة نشأت بنوء الذراع أو ريح هبت بعقبة. والسقيط: الجليد والثلج، والبليل: الريح البادرة، والجهام: السحاب الذي لا ماء فيه.

اخبرنا الأخفش قال: اخبرنا ثعلب عن الرياشي قال: كان ذئب يأتي أهل قران فيؤذيهم في ثمارهم فجاءهم صائد فقال: ما تعطونني أن أخذته؟ قالوا: شاة من كل قطيع. قال: فذهب فجاء به وقد شده فكبروا وجعلوا يتضاحكون منه فأحس منهم بالغدر فقطع الحبل ووثب شده فكبروا وجعلوا يتضاحكون منه فأحس منهم بالغدر فقطع الحبل ووثب الذئب فوثبوا عليه ليقتلوه. فقال: لا عليكم أن وفيتم لي رددته، فحلوه ليرده فانطلق وهو يقول: البسيط

أعلق بالذئب حبلا ثم قلت له ... يا الحق بأهلك واسلم أيها الذيب

إن كنت من أهل قران فعد لهم ... أو الكنيزة فاذهب غير مطلوب

سأله كيف كانت خير عيشته ... فقال: ماض على الأهوال مرهوب

النحل أدعى به ما كان ذو رطب ... وإن شتوت ففي شاء الأعاريب

وبعض الناس يرويه وهو من رواية قطرب: البسيط

أما تقود به شاة فنأكلها ... أو أن تبيعه في بعض الأعاريب

أما قوله: يا الحق بأهلك: فانه أراد: يا هذا الحق بأهلك فأضمر المنادى كما قال الله عز وجل (إلا يسجدوا لله) .

كما قال الشاعر: البسيط

يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015