اخبرنا الزجاج قال اخبرنا المبرد عن المازني قال حدثني رجل عن الأصمعي ولم اسمعه أنا منه، قال حدثنا خلف الأحمر قال كثير بن هراسة وهو رجل من بني كلاب كأن يبالغ في كلامه: أن من الناس ناسا تهون عليهم إذا عظمتهم وينتقصونك إذا زدتهم، ليس لرضاهم موضع تعرفه، ولا لسخطهم موقع تحذره، فإذا عرفت أولمك فابذل لهم موضع المودّة وامنعهم موضع الخاصة يكن ما بذلت لهم من المودة حائلا دون شرهم، وما منعتهم من الخاصة قاطعاً لحرمتهم.

أنشدنا أبو عبد الله اليزيدي لعمه المنسرح

لا تهن للصديق تكرمه عرضك حتى تعد من خوله

يحمل أثقاله عليك كما ... يحمل أثقاله على جمله

اخبرنا الأخفش قال اخبرنا المبرد قال: كتب إسحاق الموصلي إلى عريب المأمونية: الطويل

تقي الله فيمن قد تبلت فؤاده ... وغيّبته حتى كأن به سحرا

رعى النجد لا اسمع بيومك إنما ... سألتك شيئا ليس يعرى لكم ظهرا

قال: فوقعت في الرقعة: صدقت جعلت فداك ليس يعرى لنا ظهرا ولكنه يملأ مناّ بطنا.

أنشدنا ابن دريد لنفسه يهجو بعض الأغنياء: الرجز

يا عالما مقاله مجهول ... لكن ما يقوله محمول

أن فاتك التأويل والتنزيل ... ما فاتك التشبيه والتمثيل

مسألة أغفلها الخليل ... يرفع فيها الفاعل المفعول

ويبصر المخفوض يستطيل ... ويضمر الوافر والطويل

عروضها مفتعل تقول

أنت لها مصطلح معمول

أنشدنا اليزيدي قال أنشدنا الرياشي: الطويل

ولما قضينا من منى كل منسك ... ومسح بالأركان من هو ماسح

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسألت بأعناق المطي الأباطح

أخبرنا نفطوية قال اخبرنا الحسين بن إسحاق بن إسحاق بن الحسن قال حدثنا الحسين ابن محمد عن شيبان عن قتادة في قوله تعالى: (وعندهم قاصرات الطرف) أي ما نعات الطرف من النظر إلى غير أزواجهن، والقصر أيضا: العشى وهو القصر ثم القصر وبعده الطفل، طفلت الشمس: إذا دنت للغروب وبعده الجنوح وهو حين تجنح في أفق المغرب أي تميل يقال: قصرك أن تفعل كذا وقصارك وقصراك وقصاراك.

اخبرنا نفطويه قال حدثنا إسحاق بن الحسن عن الحسين بن محمد عن ثسيبان عن قتادة في قوله تعالى: (وتلك نعمة تمنهّا عليّ أن عبدّت بني إسرائيل) قال: قال موسى عليه السلام لفرعون حين عدد عليه تربيته وكونه معه أتمنن عليّ بأن اتخذت بني إسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا. يقال: عبّدت الرجل بتشديد الباء وأعبدته: إذا اتخذته عبدا وأنزلته منزلة العبيد، قال الشاعر: البسيط

علام تعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان

والنعمة بكسر النون: اليد، والنعّم بفتح الأول التنعمّ، ويقال: مّن فلأن على فلان: إذ اتخذ عنده يدا وأحسن إليه، ومنّ فلأن على فلأن: إذ امتنّ عليه بمعروفه وإحسانه وقرّعه بذلك ومنه يقال آفة الإحسان المن يراد به الامتنان، وقالوا في قوله تعالى ولا تمنن تستكثر أي لا تعط لتأخذ اكثر مما تعطي وليكن عطاؤك لله عز وجل.

اخبرنا الأخفش قال اخبرنا ثعلب عن الرياشي قال حدثنا أبو سلمة الغفاري قال قال لي محمد بن عبد الله بن عثمان بن عفان: جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين بن علي فقالت: يا بني أنه والله ما قال أهل السنة شيئا في لذاتهم بالسنة إلا وقد قال أهل المرؤات مثله أو اكثر منه بمرؤاتهم فاستتروا بستر الله.

اخبرنا اليزبدي عن عمه أبي القاسم عبيد الله بن محمد قال: دخل سلم الخاسر على الفضل بن الربيع فلما مثل بين يديه أنشأ يقول: المجتث

ينام من ليس يسهر ... فليت ذا الصبح أسفر

أليس هذا عجيبا ... أموت طورا وأنشر

قيامة كل يوم ... على فتى ليس يحشر

الله حسبي وفضل ... فما أخاف وأحذر

للفضل عندي أياد ... ونعمة ليس تكفر

أن كان مدحي كثيرا ... فنائل الفضل أكثر

قال: سل حاجتك؟ قال: توصلني إلى أمير المؤمنين الرشيد. قال: أفعل، وأمر له بخمسمائة دينار وكان على الركوب إلى الدار فحمل معه، فلما دخل على الخليفة وأخذ الناس مجلسهم قال لبعض الغلمان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015