اخبرنا أبو سعيد الحسن بن علي بن بكر العدوى قال حدثنا عثمان ابن طالوت قال حدثنا الأصمعي قال: دخلت البادية فرأيت جارية من احسن الناس وجها تحت اقبح الناس وبها فقلت لها: يا هذه كيف رضيت مع جمالك إن تكوني تحت اقبح الناس وجها؟ فقالت: يا هذا بئس ما قلت فلعله احسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه. أو أنا أذنبت فيما بيني وبين ربي فعاقبني به. أفلا أرضى لما رضي الله لي؟ قال فأسكتتني.

اخبرنا الأخفش قال اخبرنا المبرد عن المازني عن الجرمي قال: المحل: الكذب، يقال رجل محال أي كذاب، والمحل: السعاية، يقال أمحل فلان بفلان محلا إذا سعى به إلى السلطان، والمحل: الجدب يقال: أمحل البلد إذا أجدب، والاسم المحل كما يقال: أخصب إخصابا والاسم الخصب بالكسر لا غير. والمحل والمحال: المكر والكيد ومنه قوله تعالى شديد المحال ويروى إن عبد المطلب لما بلغه قرب أصحاب الفيل من مكة حلا على الحرم وخرج عنه، وقال: إن له إلاها يمنع منه، وأنشأ يقول: مجزوء الكامل

لا هُمَّ إنَّ المرء ... يمنعُ رحلهُ فامنع رحالَكْ

لا يَغْلِبَنَّ صليبُهُم ومحِالُهم عَدواً مِحالَكْ

اخبرنا اليزيدي عن عمه أبي القاسم قال: عوتب دعبل بانصرافه عن النساء فتزوج امرأة فأقامت عنده ليلة ثم خلاها، فقي له في ذلك وانشأ يقول: المتقارب

رأيت عجوزا وقد أقبلت ... فأبدت لعيني عن مبصقه

قصيرة الخلق دحداحة ... تدحرج في المشي كالبندقية

تخطط حاجبها بالمداد ... وتربط في عجزها مرفقه

وثديان ثدي كبلوطة ... وآخر كالقربة المفقة

اخبرنا الأخفش قال: كتب العطوي إلى المعتضد وقد أقام بسنجار: الكامل

يا من أقام على قرى سنجار ... واختارها دارا بخير قرار

أتركت بغداد التي لنسيمها ... أرج من الأنوار والأشجار

هي جنة الدنيا فكيف تركتها ... وسكنت دارا غير ذات قرار

أو ليس فيها ألف ألف مثوم ... في صحف غرته سنا الأقمار

وكذاك فيها ألف ألف خريدة ... في وجهها متنزه الأبصار

انظر بقلبك لا يعينك هل ترى ... كرجالها في سائر للأمصار

من ذا تصاحبه هناك وعنده ... نتف من الأخبار والأشعار

ممزوجة بخلائق أدبية ... في رقة الماء الزلال الجاري

ولئن أقمت وبعتنا وجوارنا ... بقريب عهد أو حديث مزار

فأنا أقول بفرط حرٍ في الحشا ... وسعير نار غير ذات شرار

لم تستحل دمي وتعلم أنه ... من يستحل دم امرئ في النار

اخبرنا الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحال: لحم المتنين، والحال: الحمأة، والحال: الكارة التي يحملها الحمال، والحال: اللواء يعقد للأمراء وفيه ثلاث لغات: الخال وهي أعرقها والحال والجال، والحال: لحم باطن فخذ حمار الوحش، والحال: حال الإنسان، يقال: حال وحالة بمعنى واحد، والحال: الثقل، يقال: خفف عني حالي أي ثقلي والحال: امرأة الرجل، والحال: العجلة التي يعلم عليها الصبي المشي، وأنشد: السريع

وما زال ينمي جده صاعدا ... مذ لد أن فارقه الحال

يقول: ما زال يعلو أمره وينمي مذ فطم، وقال ابن الأعرابي: وأنشدني بعض الفصحاء في ضد هذا: الرجز

وما زال مذ فرى عنه جلبه ... له من اللؤم كلاء يجذبه

قال: جُلَبَة بمعنى جَلبَة وهي الغشاوة التي يكون فيها الولد فتنشق فيخرج منها، يعني مذ ولد. والطلاء: الحبل. يقول: ما زال له من اللؤم حبل يجذ به إليه. والطلا: الخمر، والطلاء: القطران، والطلا بالضم والتشديد والمد: قال: تركته يتضرب في طلائه.

اخبرنا أبو محمد بن السري السراج قال أخبرني وكيع قال حدثني بعض أصحابنا أن أبا نواس رآه بعض أصدقائه في النوم بعد موته فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قال: بماذا؟ قال، بأبيات قلتها، قال: ما هي؟ قال: هي فر رقعة في مخدة كانت تحت رأسي، فصار الرجل إلى منزله فسأل عن المخدة ففتقها فإذا فيها رقعة مكتوب فيها: الكامل

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأن عفوك أعظم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015