وليس الكفر ضرورة لازمة للكافر لا يمكن الانعتاق منه, بل باستطاعته أن يؤمن بالله ورسوله, ويتبع سبيل المؤمنين, وقد أمر الله نبيه أن يبلغ الكافرين بأنهم إن انتهوا من كفرهم يغفر الله لهم ما قد سلف: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف". وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: "يا عمرو أما علمت أن الإسلام يجب ما قبله". وهذا ما أشار إليه ابن تيمية في قوله: "تقبل توبة الداعي إلى الكفر وتوبة من فتن الناس عن دينهم".

والتوبة باب واسع من أبواب رحمة الله بعباده وهي واجبة على كل عبد: "إن التوبة واجبة على كل عبد في كل حال, لأنه دائما يظهر له ما فرط فيه من ترك مأمور أو ما اعتدى فيه من فعل محظور, فعليه أن يتوب دائما".

وما أكثر ما يمحو الله به الذنوب وينهي فيه الوعيد عن أهله "فالوعيد ينتهي عنه –أي عن صاحب الذنب-:إما بتوبة, وإما بحسنات يفعلها تكافئ سيئاته, وإما بمصائب يكفر بها خطاياه, وإما بغير ذلك".

وليس هناك ذنب لا يغفر للمستغفرين الصادقين في استغفارهم, المشفقين من عذاب الله "إن الله يغفر كل ذنب, الشرك والقتل والزنا, وغير ذلك من حيث الجملة, فهي عامة في الأفعال مطلقة في الأشخاص". فرحمة الله وسعت كل شيء ولا غرابة في ذلك أليس الله سبحانه هو القائل في كتابه المجيد: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} أي لمن تاب رغم أنف الذين يحتكرون حق توزيع المغفرة على من يشاؤون, وحجزها عمن يشاؤون ...

ولا يخلد في النار موحد مات على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات على الإيمان فإنه لا يخلد في النار". و"إن كان من أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015