بمسميات يستغل بريقها على ساحة العمل الإسلامي اليوم, ولا يخفى المراد منها إلا على النعام أو الأطفال.

ويجدر بنا في وقت كثر فيه الكلام عن التفسيق والتكفير, واللعن والتخليد في النار, أن نصغي إلى كلمة الحق فننزل الناس منازلهم التي أنزلهم إياها الشرع, فلا نبارك الاستهانة بأمر الدين, ولا نغلو في الأحكام غلوا يفوتنا فيه الحق, فلا نربي فينا مستخفا متهاونا, ولا ندفع أحدا إلى قنوط أو يأس, ولا نساهم في بناء إنسان, لا يرى الآخرين إلا كفارا أو فساقا, أو لآبقين, كذلك, ولا ننشىء في أحد تصور يرى من خلاله الناس كلهم صالحين وأمرهم موكول إلى ربهم ...

وتأتي مسألة التكفير في طليعة ما بعاني منه الشباب اليوم من عدم وضوح الرؤية وسلامة النظرة. وهنا لابد من وضع الأمر في نصابه وتجليته تماما أمام الباحثين عن الحقيقة. وفي هذا يقول ابن تيمية رحمه الله فيما يكفر به الشخص عند أهل السنة والجماعة: "إنه تقرر من مذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب والسنة أنهم لا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب, ولا يخرجونه من الإسلام بعمل إذا كان فعلا منهيا عنه, مثل الزنا, والسرقة, وشرب الخمر, ما لم يتضمن ترك الإيمان, وأما إن تضمن ترك ما أمر الله بالإيمان به مثل الإيمان بالله, وملائكته وكتبه, ورسله, والبعث بعد الموت, فإنه يكفر به, وكذلك يكفر بعدم اعتقاد وجوب الواجبات الظاهرة المتواترة, وعدم تحريم المحرمات الظاهرة المتواترة". ويقول في موضع آخر: "من جحد مباني الإسلام فهو كافر بالاتفاق" حتى ولو أقتنى أشرطة تسجيل القرآن المرتل والمجود, أو زين خطبه وكلماته بآيات الله البينات أو ادعى كذبا وبهتانا أنه لا يريد إلا خير الإسلام والمسلمين.

أما فساق أهل الملة, فيقول رحمه الله في حقهم: "يؤمن أهل السنة والجماعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015