لمن تاب منها, ليس في الوجود ذنب لا يغفره الرب تعالى, بل ما من ذنب إلا والله تعالى يغفره في الجملة.

وهذه آية عظيمة جامعة من أعظم الآيات نفعا, وفيها رد على طوائف, رد على من يقول إن الداعي إلى البدعة لا تقبل توبته ويحتجون بحديث اسرائيلي, فيه: "أنه قيل لذلك الداعية فكيف بمن أضللت؟ " وهذا يقوله طائفة ممن ينتسب إلى السنة والحديث وليس من العلماء بذلك, كأبي علي الأهوازي وأمثاله ممن لا يميزون بين الأحاديث الصحيحة والموضوعة, وما يحتج به وما لا يحتج به, بل يروون كلما في الباب محتجين به.

وقد حكى هذا طائفة قولا في مذهب أحمد أو رواية عنه, وظاهر مذهبه مع سائر أئمة المسلمين أنه تقبل توبته كما تقبل توبة الداعي إلى الكفر, وتوبة من فتن الناس عن دينهم.

وقد تاب قادة الأحزاب: مثل أبي سفيان بن حرب, والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو, وصفوان بن أمية, وعكرمة بن أبي جهل, وغيرهم بعد أن قتل على الكفر بدعائهم من قتل, وكانوا من أحسن الناس إسلاما وغفر الله لهم, قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف} 1. وعمرو بن العاص كان من أعظم الدعاة إلى الكفر والإيذاء للمسلمين, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلم "يا عمرو أما علمت أن الإسلام يجب ما كان قبله؟ ‍‍‍‍ ‍2 ".

وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود في قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَب} 3 قال كان ناس من الإنس يعبدون ناسا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015