قَالَ: وَأَمَّا الطَّيْلَسَانُ فَهُوَ الْمُغَوَّرُ الطَّرَفَيْنِ الْمَكْفُوفُ الْجَانِبَيْنِ الْمُلَفَّفُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ، فَإِنَّ الْعَرَبَ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلَا تَلْبَسُهُ، وَهُوَ لِبَاسُ الْيَهُودِ وَالْعَجَمِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ سَاجًا.
وَيُقَالُ: أَوَّلُ مَنْ لَبِسَهُ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فِيمَا ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَكْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَدَّاحِ قَالَ: أَوَّلُ قُرَشِيٍّ لَبِسَ سَاجًا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ اشْتُرِيَ لَهُ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: مِنْ حُلْوَانَ أَوْ حُلُولًا.
وَرُوِيَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَحْرَمَ فِي سَاجَةٍ، فَهُوَ لِبَاسٌ مُحْدَثٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَهُوَ مِنْ لِبَاسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
ثُمَّ ذَكَرَ أَنَسٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: " «يَتْبَعُهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ» ".
وَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْبِيُّ: نَظَرَ أَنَسٌ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَيْهِمْ