وقال رحمه الله: رضاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه، وجهله بحقوق العبودية وعدم علمه بما يستحقه الرب جل جلالته ويليق أن يعامَل به.

وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله، وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولّد منهما رضاه بطاعته وإحسان ظنه بها ويتولّد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها.

فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها، وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفاراً عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه، وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية، إنتهى.

تأمل هذا فإنه نافع بإذن الله لمن فهمه وعمل بمقتضاه، وإذا كان هذا فعل أرباب العزائم والبصائر في الطاعات فكيف تكون حالنا إذاً؟

ثم ذكر رحمه الله قول بعض العارفين: متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به، ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر، وعمله عرضة لكل آفة ونقص كيف يرضى لله بنفسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015