يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوطٍ من أبيهما، فولدت البكر ابناً ودعت اسمه موآب، وهو أبو الموآبيِّين إلى اليوم، والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بَنْ عَمِّي، وهو أبو بني عَمُّون إلى اليوم”1.

ولم يكتف اليهود بنسبة الفاحشة إلى هذا النبيّ الكريم عليه السلام، بل نسبوا إلى ـ من زكَّاه ربُّه عزوجل بقوله: {واذْكُر عبدَنَا داودَ ذا الأَيْدِ إنَّه أوَّاب} [ص، 17]ـ داود عليه السلام أنَّه تآمر على قائد جيشه، فقتله طمعاً في الزواج من امرأته ـ التي رآها تستحمّ، فوقعت في قلبه، فزنى بها، فحبلت منه، فدبَّر مؤامرة للتخلُّص من زوجها، ثمّ تزوجها ستراً على فعلته2.

بل زعموا أنّ المزكَّى من ربِّه عزوجل بقوله: {ووهَبْنا لِداودَ سُلَيمَانَ نِعْمَ العبدُ إنَّه أوَّاب} [ص، 30] ؛ سليمانَ عليه السلام قد وقع منه الشرك نتيجة تعلُّقه بنسائه اللواتي أَمَلْنَ قلبه وراء آلهةٍ أخرى3.

والتوراة المحرَّفة حُبلى بأمثال هذه النصوص التي لا تُراعي حرمةَ الرسالة، ولا تُبالي بمنزلة النبوّة.

أمَّا نظرة النصارى إلى الأنبياء ـ خلا نبيِّهم عيسى عليه السلام ـ، فإنَّهم لم يؤمنوا برسولنا محمَّد صلى الله عليه وسلم، ورأوا أنَّ الأنبياء ـ قبل نبيِّهم ـ عُصاة، قد حملوا جريرة أبيهم آدم عليه السلام حين عصى ربَّه فأكل من الشجرة، فلزمتهم الخطيئة، حتى جاءهم مَنْ يُخلِّصهم من ذنبٍ لم يرتكبوه4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015