اثاره الفوائد (صفحة 641)

المبارك، هذه الأبيات بطرسوس، وودعته بالخروج للحج، وأنفذها إلى الفضيل بن عياض رحمهما الله، وذلك سنة سبع وسبعين ومائة:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... وهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا من مقال نبينا ... قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي غبار خيل الله في ... أنف امرئ ودخان نار تلهب

هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب

وأنشدنا أبو الفضل سليمان فيما قرئ عليه وأنا أسمع قال: أنشدنا الزاهد العارف أبو حفص عمر بن مُحَمَّد السهروردي في كتابه لنفسه:

ربع الحمى مذ حللتم معشب نظر ... تروق أكنافه يزهو بها النظر

لا كان وادي الغضا لا تنزلون به ... ولا الحمى سح من أرجائه المطر

ولا الرياح وإن رقت نسائمها ... إن لم يفد نشركم لا ضمها سحر

فلا خلت مهجتي تشكو رسيس جوى ... وحر قلبي سريا حبكم عطر

ولا رقت عبرتي حتى يكون لمن ... ذاق الهوى وصبا في عبرتي عبر

وأنشدنا أيضا له قال: أنشدنا الحافظ أبو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد الدبيثي في كتابه قال: أنشدني أبو الغنائم مُحَمَّد بن علي ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015