السيف في يده وارتعد هو، وان كان من أشد الناس. وذكر أن هذا السيف يجذب الحديد أكثر من جذب المغناطيس، فإذا حك به سيف أو سكين جذبه، وحجارة ذلك الصدع ما يجذب؛ هذا ما ذكره ابن الفقيه ولست أعرف انه باق إلى الآن أم لا.

ومن العجب أن في سنة سبع وعشرين وستمائة انهزم جلال الدين خوارزمشاه عن التتر، فانتهى إلى آمد فجاءه من أخبره بأن التتر خلفك قريب منك. فقال: إن هذا المخبر من عند صاحب آمد يريد إبعادنا من أرضه. فما أصبح إلا والتتر محيط بهم، فانصبوا إلى آمد هاربين من التتر فقتلهم أهل آمد من السور، وفي تلك الواقعة قتل جلال الدين خوارزمشاه. فلما رجع التتر جاء الملك الكامل بعساكره وحاصرها، وأخذها من صاحبها، وزال ملك صاحبها بشؤم ما عمل بالهاربين من التتر اللائذين به.

أبروق

موضع ببلاد الروم يزار من الآفاق؛ قال الهروي: بلغني أمره فقصدته فوجدته في لحف جبل يدخل إليه من باب، ويمشي الداخل تحت الأرض إلى أن ينتهي إلى موضع مكشوف واسع تبين فيه السماء من فوقه، وفي وسطه بحيرة حولها بيوت الفلاحين ومزروعهم خارج الموضع. وهناك مسجد وبيعة، فإن جاءهم مسلم يمشي إلى المسجد، وإن جاءهم نصراني يمشي إلى البيعة. والزوار يأتون إلى هذا الموضع كثيراً، ويدخلون إلى بهو فيه جماعة مقتولون، فيهم آثار طعن الأسنة وضرب السيوف، ومنهم من فقدت بعض أعضائه، وعليهم ثياب من القطن لم تتغير! وهناك أيضاً امرأة على صدرها طفل حلمة ثديها في فيه، وخمسة أنفس قيام ظهورهم على حائط الموضع، وهناك أيضاً موضع عال عليه سرير، وعلى السرير اثنا عشر رجلاً فيهم صبي مخضوب اليدين والرجلين بالحناء، فالروم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015