بالإسكندرية، وسار بها، فلقيه أبو ركوة بذات الحمام. وكانت بينهما حروب آلت إلى هزيمة العسكر والاحتواء على ما فيه من مال وسلاح؛ فعظم شأن أبي ركوة.

ووردت الجند على الحاكم بذلك للنصف من رمضان، فكان من تدبير الحاكم أن دعا بوجوه رجاله وقواده، فأمرهم أن يكاتبوا أبا ركوة ويعرفوه أنهم على مذهبه ورأيه، وانه إن توجه إليهم وقرب منهم صاروا في جملته وقاتلوا معه؛ وذكروا ما يقاسونه من قتل وجوههم وأكابرهم، وأنهم لا يأمنون في ليلهم ولا نهارهم، مع ما يسمعونه من انتقاص الشرف ونحو هذا. فكتبوا بذلك وأنفذوا إليه عدة كتب من كل واحد منهم كتابا مع رسوله.

فلما تواتر ذلك عليه وثق به ولم يشك فيه، وحشد جموعه ووعدهم بأموال مصر ونعمها، وسار. فخلع الحاكم على أبي الحسن علي بن فلاح، وسيره إلى ضبط بركة الحبش في عسكر، فأقام بها أياما؛ ثم عدى إلى الجيزة، وتلاحقت به العساكر براً وبحراً. واضطربت الأسعار بمصر، وعدم الخبز وبيع مبلولاً ستة أرطال بدرهم، وكان يباع عشرة أرطال بدرهم، وأنفق في العساكر المتوجهة لكل واحد أربعةً وعشرين دينارا.

وكوتب على بن صفوح بن دغفل بن الجراح الطائي، فحضر في سابع عشر شوال، وخلع عليه، وطرق بطوق من ذهب، وحمل.

وتزايد سعر الدقيق والخبز وروايا الماء، وازدحم الناس عليها.

وخلع على القائد فضل بن صالح ثوب ديباج مثقل طميم أحمر ومنديل ذهب، وقلد بسيف وحمل على فرس بمركب ذهب، وبين يديه تسعة من الخيل وثلاثون بندا مذهبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015