شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلثمائة. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الأخيار وسلم تسليما.

وكتبت سجلات على نسخة واحدة، وأنفذت إلى سائر النواحي والأعمال.

ولثلاث خلون من جمادى الأولى خلع على القائد الحسين بن جوهر ثوب ديباج أحمر، ومنديل أزرق مذهب، وتقلد سيفا عليه ذهب، وحمل على فرس بسرج ولجام ذهب، وبين يديه ثلاثة أفراس بمراكبها، وخمسون ثوبا من كل فن. ورد إليه الحاكم التوقيعات والنظر في أمور الناس وتدبير المملكة وإنصاف المظلوم. وخلع على فهد بن إبراهيم، وحمل على بغلة وبين يديه بغلة أخرى وعشرون ثوبا. فانصرف القائد، وخلفه فهد وسائر الناس بين يديه، إلى داره. وتقدم إلى فهد بالتوقيعات في رقاع الرافعين على رسمه، وأن يعاضد القائد حسينا في النظر ويعاونه ويخلفه إذا غاب. فكان القائد يبكر إلى القصر ومعه الرئيس فهد، فينظران في أمور الناس وينهيان الأمور إلى الحاكم، والقائد متقدم وفهد يتبعه، فإذا دخلا إلى حضرة الحاكم جلس القائد وقام فهد خلفه فيعرضان الكتب والرقاع عليه. وأمر القائد ألا يلقاه أحد من الناس على طريق ولا يركب إليه إلى داره أحد لقضاء حق ولا سؤال في مصلحة، ومن كان له حاجة يلقاه في القصر. ونهى الناس أن يخاطبوه في الرقاع التي تكتب إليه بسيدنا ومولانا، ولا يخاطبونه ويكاتبونه إلا بالقائد فقط، ولا يخاطب فهد ويكاتب إلا بالرئيس فقط.

وحمل فهد إلى الحاكم هدية، منها ثلاثون بغلة بألوان من الأجلة، وعشرون فرسا منها عشرة مسرجة ملجمة وعشرة بجلال ملونة، وعشرون ألف دينار، وسفط فيه حلة دبيقية مذهبة لم ير مثلها، ودرج فيه جوهر، وأسفاط كثيرة فيها البز الرفيع، وخزانة مدهونة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015