من أبوه أبي، ومولاه مولا ... ي، إذا ضامني البعيد القصيّ

لفّ عرقي بعرقه سيدا النا ... س جميعا: محمدٌ وعليّ

إنّ جوعي بذلك الربع شبعٌ ... وأُوامي بذلك الظلّ ريّ

مثل من يركب الظلام وقد أس ... رى ومن خلفه هلالٌ مضيّ

وقال الحاجب للنقيب أبي أحمد: قل لولدك محمد: أي هوان قد أقام فيه عندنا؟ وأي ضيم لقي من جهتنا؟ وأي ذلك أصابه في مملكتنا؟ وما الذي يعمل معه صاحب مصر لو مضى إليه؟ أكان يصنع إليه أكثر من صنيعنا؟ ألم نوله النقابة؟ ألم نوله المظالم؟ ألم نستخلفه على الحرمين والحجاز وجعلناه أمير الحجيج؟ فهل كان يحصل له من صاحب مصر أكثر من هذا؟ ما نظنه كان يكون لو حصل عنده إلا واحدا من أبناء الطالبيين بمصر.

فقال النقيب أبو أحمد: أما هذا الشعر فمما لم نسمعه منه، ولا رأيناه بخطه، ولا يبعد أن يكون بعض أعدائه نحله إياه، وعزاه إليه.

فقال القادر: إن كان كذلك فليكتب الآن محضر يتضمن القدح في أنساب ولاة مصر، ويكتب محمد خطه فيه.

فكتب محضر بذلك، شهد فيه جميع من حضر المجلس، منهم: النقيب أبو أحمد، وابنه المرتضى.

وحمل المحضر إلى الرضى ليكتب فيه خطه، حمله أبوه وأخوه، فامتنع، وقال: لا أكتب، وأخاف دعاة صاحب مصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015