وأما خراسان فقدم إليها بالدعوة أبو عبد الله الخادم فأول ما ظهرت بنيسابور، فاستخلف عند موته أبا سعيد الشعراني، وصار منهم خلق كثير هناك من الرؤساء وأصحاب السلاح.

وانتشرت في الري من رجل يعرف بخلف الحلاج، وكان يحلج القطن، فصرف بها طائفة الخلفية، وهم خلق كثير، ومال إليهم قوم من الديلم وغيرهم، وكان منهم أسفار فلما قتل مرداويج أسفار عظمت شوكة القرامطة في أيامه بالري وأخذوا يقتلون الناس غيلةً حتى أفنوا خلقا كثيرا.

ثم خرج مرداويج إلى جرجان لقتال نصر بن أحمد الساماني، فنفر عليهم وقتلهم مع صبيانهم ونسائهم حتى لم يبق منهم أحد، وصار بعضهم إلى مفلح غلام ابن أبي الساج فاستجاب له، ودخل في دعوته.

فلما كان في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وقد استعد الحسن بن عبيد الله بن طغج بالرملة لقتال من يرد عليه من قبل جوهر القائد، فورد عليه الخبر بأن القرامطة تقصده، ووافت الرملة فهزموا الحسن بن عبيد الله، ثم جرى بينهم صلح، وصاهر إليهم في ذي الحجة منها، فأقام القرمطي بظاهر الرملة ثلاثين يوما ورحل.

وسار جعفر بن فلاح من مصر فهزم الحسن بن عبيد الله بن طغج، وقتل رجاله، وأخذه أسيرا، فسار إلى دمشق فنزل بظاهرها، فمنعه أهل البلد وقاتلوه قتالا شديدا، ثم إنه دخلها بعد حروب، وفر منه جماعة منهم ظالم بن موهوب العقيلي، ومحمد بن عصودا فلحقا بالأحساء إلى القرامطة، وحثوهم على المسير إلى الشام، فوقع ذلك منهم بالموافقة، لأن الإخشيدية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015