وأن لا يؤكل ماله ناب ولا مخلب.

ولا يشرب النبيذ.

وأن القبلة إلى بيت المقدس، والحج إليه.

وأن الجمعة يوم الاثنين لا يعمل فيه شغل.

ولما حضرته الوفاة جعل مكانه حمدان بن الأشعث قرمط، وأخذ على أكثر أهل السواد، وكان ذكيا داهية.

فكان ممن أجابه: مهرويه بن زكرويه السلماني، وجلندي الرازي، وعكرمة البابلي، وإسحاق السوراني، وعطيف النيلي، وغيرهم، وبث دعاته في السواد يأخذون على الناس.

وكان أكبر دعاته عبدان، وكان فطناً خبيثاً، خارجاً عن طبقة نظرائه من أهل السواد، ذا فهم وحذق، وكان يعمل عند نفسه على نصب له من غير أن يتجاوز به إلى غيره، ولا يظهر غير التشيع والعلم، ويدعو إلى الإمام من آل رسول الله ت صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محمد ابن إسماعيل بن جعفر.

فكان أحد من تبع عبدان زكرويه بن مهرويه، وكان شاباً ذكياً فطناً من قرية بسواد الكوفة على نهر هد، فنصبه عبدان على إقليم نهر هد وما والاه، ومن قبله جماعة دعاة متفرقون في عمله.

وكان داعية عبدان على فرات بادفلي: الحسن بن أيمن؛ وداعيته على طسوج تستر: المعروف بالبوراني وإليه نسب البورانية؛ وداعيته على جهة أخرى: المعروف بوليد؛ وفي أخرى: أبو الفوارس. وهؤلاء رؤساء دعاة عبدان، ولهم دعاة تحت أيديهم؛ فكان كل داع يدور في عمله ويتعاهده في كل شهر مرة، وكل ذلك بسواد الكوفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015