وكتب لهما بذلك سجلاً. قرىء يوم الجمعة على منبر جامع أحمد بن طولون؛ وقبضت أيدي سائر العمال والمتضمنين.

وجلسا غد هذا اليوم في دار الإمارة في جامع أحمد بن طولون للنداء على الضياع وسائر وجوه الأموال، وحضر الناس للقبالات، وطالبوا بالبقايا من الأموال مما على المالكين والمتقبلين والعمال، واستقصيا في الطلب، ونظرا في المظالم.

وفيه تبسطت المغاربة في نواحي القرافة والمعافر، فنزلوا في الدور، وأخرجوا الناس من دورهم، ونقلوا السكان وشرعوا في السكنى في المدينة، وكان المعز أمرهم أن يسكنوا في أطراف المدينة، فخرج الناس واستغاثوا إلى المعز، فأمر أن يسكنوا نواحي عين شمس، وركب المعز بنفسه حتى شاهد المواضع التي ينزلون فيها، وأمر لهم بما يبنون به، وهو الموضع الذي يعرف اليوم بالخندق، وخندق العبيد؛ وجعل لهم واليا وقاضيا؛ وأسكن أكثرهم في المدينة مخالطين لأهل مصر، ولم يكن جوهر يبيحهم سكنى المدينة ولا المبيت فيهان وحظر ذلك عليهم، وكان مناديه ينادي كل عشية: لا يبينم في المدينة أحد من المغاربة.

وفي يوم عاشوراء انصرف خلق من الشيعة وأتباعهم من المشاهد من قبر كلثم بنت محمد بن جعفر بن محمد الصادق، ونفيسة، ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين، وكسروا أواني السقائين في الأسواق، وشققوا الروايا، وسبوا من ينفق في هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015