وأما "هأنتم" [الآية: 119] في موضعي آل عمران وفي النساء [الآية: 109] وفي القتال, فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بتسهيل الهمزة بين بين مع الألف, وافقهم اليزيدي والحسن, لكن اختلف عن ورش فمذهب الجمهور عنه من الطريقين التسهيل مع حذف الألف بوزن "هعنتم" وروى آخرون عنه من الطريقتين إثبات الألف كقالون إلا أنه من طريق الأزرق يمد مدا مشبعا على أصله, وروى بعضهم عنه من طريق الأزرق إبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين فيصير لقالون وأبي عمرو إثبات الألف مع المد والقصر, لكونه منفصلا عند الجمهور ويتحصل لهما في "هاءنتم هؤلاء" من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه قصرهما ومدهما وقصر هاءنتم ومد "هؤلاء" ليكون الأول حرف مد قبل همز مغير, وللأزرق ثلاثة حذف الألف بوزن "هعنتم" وإبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين, وإثبات الألف كقالون لكن مع المد المشبع, وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل كما تقدم, فيصير أربعة, وللأصبهاني وجهان: حذف الألف كالأول للأزرق وإثباتها مع المد والقصر لتغير الهمزة أيضا, ولأبي جعفر وجه واحد وهو: إثبان الألف مع القصر فقط, والكل مع التسهيل كمن مر, وقرأ الباقون وهم: ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بتحقيق الهمزة بعد الألف, مثل "ما أنتم" وهم على مراتبهم في المنفصل من المد والقصر, وافقهم الأعمش وابن محيصن بخلف عنه في حذف الألف, واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد حذف الألف فيصير مثل "سألتم" كالوجه الأول عن ورش إلا إنه بالتحقيق, وروى عنه ابن شنبوذ إثباتها كالبزي, واعلم أن ما ذكر في هذا الحرف هنا هو المقروء به من طرق هذا الكتاب, كالنشر الذي من جملة طرقهما طرق الشاطبية كأصلها وبه يعلم أن البحث عن كون الهاء بدلا من همزة أو للتنبيه لا طائل تحته كما نبه عليه في النشر وتبعه النويري وغيره؛ لأن قراءة كل قارئ منقولة ثابتة سواء ثبت عنه كونها للتنبيه أم لا, والعمدة على نقل القراء نفسها لا على توجيهها قال فيه: ويمنع احتمال الوجهين عن كل واحد من القراءة فإنه مصادم للأصول ومخالف للأداء, ويأتي لذلك مزيد إيضاح في حرف القتال إن شاء الله تعالى1.

تنبيه على قول الجمهور أن ها من "هاءنتم" للتنبيه لا يجوز فصلها منه لاتصالها رسما وما وقع في جامع البيان من قوله: إنهما كلمتان منفصلتان تعقبه في النشر بأنه مشكل يأتي تحقيقه في الموقف على المرسوم إن شاء الله تعالى2.

وأما "اللائ" بالأحزاب [الآية: 4] والمجادلة [الآية: 2] وموضعي الطلاق [الآية: 4] فقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي, وكذا خلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بحذفها, واختلف الذين حذفوا الياء في تحقيق الهمزة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015