واختلف في "الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَات" [الآية: 18] فابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد فيهما1 من التصديق أي: صدقوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: آمنوا بما جاء به، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتشديد فيهما من تصدق أعني الصداقة, والأصل المتصدقين والمتصدقات أدغم التاء في الصاد.

وقرأ "يضعف" [الآية: 18] بتشديد العين بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالألف مع التخفيف2.

وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وعن الدوري عنه تمحيضها، وقرأ رضوان بضم الراء أبو بكر.

واختلف في "بِمَا آتَاكُم" [الآية: 23] فأبو عمرو بقصر الهمزة من الإتيان أي: بما جاءكم وفاعله ضمير ما، وافقه الحسن، والباقون بالمد3 من الإيتاء أي: بما أعطاكم الله إياه ففاعله ضمير اسم الله المقدم والمراد الفرح الموجب للبطر والاختيال, ولذا عقبه بقوله "لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور" وأمالها حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه ويتحصل له من تثليث مد البدل مع ذلك خمس طرق تقدم بيانها في الإمالة وغيرها.

وقرأ "البخل" [الآية: 24] بفتح الباء والخاء وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالضم والسكون, واختلف في إثبات "وهو" في {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فنافع وابن عامر وأبو جعفر بحذفها4 على جعل الغني خبر إن، والباقون بإثباتها فصلا بين الاسم والخبر كما هو الأكثر, ويسميه البصريون فصلا أي: بفصل الخبر عن الصفة والكوفيون عمادا, وأعرب بعضهم هو مبتدأ وخبره الغني والجملة خبر إن, واستحسن أبو علي كونه فصلا فقط لا مبتدأ؛ لأن حذف المبتدأ غير سائغ أي: رجح فصليته لحذف في القراءة الأخرى, وأسكن أبو عمرو سين "رسلنا".

وقرأ "إبراهام" [الآية: 26] بالألف مكان الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان.

وقرأ "النبوة" بالهمزة نافع5 وفتح همز "رأفة" ممدودة على وزن رعافة قنبل من طريق ابن شنبوذ, وسكنها كالباقين من طريق ابن مجاهد كما مر بالنور, وأبدل همزها الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, وأمال هاءها مع الفتحة قبلها الكسائي وقفا كحمزة بخلفه, وتقدم ضم راء "رِضْوَانِ اللَّه" لشعبة وأبدل همز "لئلا" ياء مفتوحة الأزرق.

المرسوم في المدني والشامي فإن الله الغني بغير هو وفي المكي والعراقي بإثباتها, وفي الشامي وكل وعد الله بلا ألف، واتفقوا على وصل ياء لكي بلا لكيلا تأسوا6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015