كسر الأول وضم الثاني عن أبي الحارث, وروى بعضهم عن أبي الحارث الكسر فيهما معا, وروى بعضهم عنه ضمهما, وروى ابن مجاهد الضم والكسر فيهما لا يبالي كيف يقرؤهما, وروى الأكثرون التخيير في إحداهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأول كسر الثاني, وإذا كسر الأول ضم الثاني, والوجهان من التخيير وغيره ثابتان عن الكسائي نصا وأداء كما في النشر, قال الجعبري: وحاصله أنه نقل عن الكسائي ثلاثة مذاهب: ضم الأول وكسر الثاني من الروايتين والتخيير بينهما, وكسر الأول وضم الثاني من رواية الليث, وإذا أردت جمعها في التلاوة فاقرأ الأول بالضم ثم بالكسر والثاني بالكسر ثم بالضم، والباقون بكسرها فيهما, وهما لغتان في مضارع طمث كلمز, وأصل الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر, ثم أطلق على كل جماع وقيل الطمث دم الحيض, والمعنى أن الإنسيات لا يمسها إنس ولا الجنيات لا يمسها جن؛ لأن الجن لهم قاصرات الطرف من نوعهم في الجنة نفي الافتضاض عن الإنسيات والجنيات, وضم الهاء من "فيهن" معا يعقوب ويقف عليها بهاء السكت لكن بخلف عنه, ومر التنبيه على ضمة هاء "فيهما"، وعن ابن محيصن "على رفارف" بفتح الفاء وألف بعدها وكسر الراء الثانية وفتح الفاء من غير تنوين غير منصرف بصيغة منتهى الجموع "عباقري" بألف بعد الباء وكسر القاف وفتح الباء بلا تنوين ممنوعا من الصرف, وكأنه لمجاورة رفارف وإلا فلا مانع من تنوين ياء النسب كما نبه عليه السمين.

واختلف في "ذِي الْجَلال" [الآية: 78] آخر السورة فابن عامر "ذو" بالواو صفة للاسم، والباقون بالياء صفة للرب فإنه هو الموصوف بذلك, وخرج الأول المتفق على قراءته؛ لأنه نعت للوجه، واتفقت عليه المصاحف ومر قريبا التنبيه على إمالة "الإكرام" لابن ذكوان بخلفه.

المرسوم الجحدري كل لؤلؤ في القرآن بألف في الإمام سوى البقية, وكتب في الشامي ذا العصف بألف, وكتب فيه أيضا ذو الجلال آخر السورة بالواو, واختلف في إثبات ألف تكذبان كل ما في الرحمن, وكتبوا في العراقية المنشيت بياء بغير ألف بين الشين والتاء وفي غيرها بلا ياء ولا ألف, وكتبوا بالتواصي بالياء1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015