وأمال "أبي" حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش, وبالفتح والتقليل الأزرق, وتقدم قريبا حكم إمالة الكافرين, وأدغم تاء "حيث" في شين "شئتما" مع إبدال الهمزة الساكنة أبو عمرو بخلف عنه من الروايتين, ويمتنع له الإدغام مع الهمز فالجائز حينئذ ثلاثة أوجه: الإدغام مع الإبدال1 والإظهار مع الهمز ومع الإبدال, وأدغم فقط يعقوب من المصباح والمفردة وعن ابن محيصن "هَذِهِ الشَّجَرَةَ" [الآية: 34] وما جاء منه نحو: "هَذِهِ الْقَرْيَة" بياء من تحت ساكنة بدل الهاء تحذف للساكنين وصلا وهي لغة في هذه.

واختلف في "فأزلهما" [الآية: 36] فحمزة بألف بعد الزاي مخففة اللام2 وافقه الأعمش أي: صرفهما أو نحاهما والباقون بغير ألف مشددا أي: أوقعهما في الزلة ويحتمل أن يكون من زل عن المكان إذا تنحى فيتحدان في المعنى.

وأمال "فتلقى" [الآية: 37] حمزة والكسائي وكذا خلف, وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في "آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات" [الآية: 37] فابن كثير بنصب "آدم" ورفع "كلمات"3 على إسناد الفعل إلى الكلمات وإيقاعه على آدم, فكأنه قال: فجاءت كلمات, ولم يؤنث الفعل لكونه غير حقيقي, وللفصل وافقه ابن محيصن والباقون4 برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة إسنادا له إلى آدم وإيقاعا له على الكلمات, أي: أخذها بالقبول ودعا بها وأدغم الميم في الميم أبو عمرو وبخلفه, ويعقوب من المصباح وكتاب المطلوب5 وأمال "هداي" [الآية: 38] الدوري عن الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في التنوين "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 38] وكذا "فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال، ولا بيع، ولا خلة، ولا شفاعة" من هذه السورة "ولا بيع فيه ولا خلال" بإبراهيم و"لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيم" بالطور فيعقوب لا خوف حيث وقع بفتح الفاء وحذف التنوين مبنيا على الفتح على جعل لا للتبرئة, وافقه الحسن, وعن ابن محيصن بالرفع بلا تنوين تخفيفا.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوق" بالرفع والتنوين وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وقرأ أبو جعفر ولا جدال كذلك بالرفع والتنوين وافقه الحسن, ووجه رفع الأولين مع التنوين أن الأول اسم لا المحمولة على ليس, والثاني عطف على الأول, ولا مكررة للتأكيد ونفي الاجتماع, وبناء الثالث على الفتح على معنى الإخبار بانتفاء الخلاف في الحج؛ لأن قريشا كانت تقف بالمشعر الحرام فرفع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015