5- أما التزامهم لما سموه "الحكم العقلي"، فقد أوقعهم في شراك انحرافات كثيرة في الوحي، ومعجزات الأنبياء -عليهم السلام- وغير ذلك كثير.

6- أنهم فسروا كثيرًا من الآيات تفسيرًا تقربوا به إلى رُوح العصر على حساب الفَهْم الصحيح لمدلول الآية؛ كالقول بأصل الإنسان والملائكة والجن، والولادة من غير أب، والحجاة السجيل.

7- أوَّلوا القصص في القرآن -أو بعضهم- تأويلات باطلة، تشبث بها بعضهم، وصارت سلمًا سهلًا له لإنكار الصدق في قصص القرآن الكريم، وقالوا في المرأة أقوالًا كانت مرقاة لدعاة تحريرها المزعوم، وقالوا في تعدد الزوجات أقوالًا كانت مستند مَن دعا إلى منعه قانونًا.

وبعد:

فلا شك -كما أسلفت- أن لهذه المدرسة -بل لهذا المنهج- مساوئه، وله حسناته، منها ما ذكرناه ومنها ما لا يخفى.

وعلينا أن نبين للناس ما لها وما عليها، فما يزال في الناس طائفة -ومنهم علماء!! - إذا ناقشته في قضية أو أمر أجابك بأن هذا قد قاله فلان من رجال المدرسة، يقول هذا بثقة وقوة وكأنه أسنده إلى نبي معصوم، وهو يحسب بهذا أنه قد أقام الحجة عليك، وإذا لم تنقطع في الجدل بعد هذا الاستدلال نظر إليك شَزْرًا، وكأنك قد أتيت بأمر تكاد الجبال أن تكون له هدًّا.

وهذا مما يزيد المصلحين عبئًا إلى عبئهم، فلينزعوا هذا المفهوم الضال أولًا، ثم ليبثوا النبت الصالح ثانيًا.

وفَّق الله العاملين المصلحين، الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.

انتهى الجزء الثاني ويليه -إن شاء الله تعالى- الجزء الثالث وأوله الباب الرابع الاتجاه الأدبي في التفسير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015