ابجد العلوم (صفحة 670)

الأيادي وناقع غلة الصوادي بالروائح والغوادي ودافع معرة العوادي من الحواضر والبوادي صل على نبينا الهادي محمد خير من حضر النوادي وعلى آله وصحبه بدور الظلم والدادي ما غنى الحمام الشادي وارتجز بأذناب القلائص الحادي وأنلني منية فؤادي يوم ينادي المنادي ... الخ ومن أشعار اللبناني ما حكاها أزاد في كتابه المذكور وهو تشبيب في قصيدة منها:

بالله يا حادي الأنضاء ما الخبر ... أعرس الركب بالبطحاء أم عبروا

إلا نشدت فؤادي عند كاظمة ... فإنه ضل حيث الضال والسمر

أما مررت بوادي الأثل من إضم ... أما دعتك بها الآرام والعفر؟

خريدة ما جننت بالحسن وحبتها ... إلا ومقلتها بالسحر تعتذر

طالت نواها كما طالت غدائرها ... وفي خطاها كما في وصلها قصر

وإذا انتهيت إلى هذا المقام فلعلك تسأم من هذا النوع من الكلام مع أن إحصاء شعراء الإسلام أمر تنبو عنه الأوهام انظر في قلائد العقيان لأبي الفتح ابن خاقان وريحانة الألباء للخفاجي ونفحة الريحانة وغير ذلك مما ألف في هذا الباب وهو أكثر من أن يحصى وكذلك الدواوين في الشعر مما لا يستقصى يتضح لك حقيقة المرام.

وأما الشعراء القدماء: فأشعرهم نذكر أسماءهم هاهنا:

منهم: امرؤ القيس الكندي وهو الذي فتح لهم أفانين الشعر.

ومنهم: النابغة الذبياني واسمه: زياد بن عمر وقد قدمه بعض الرواة على امرئ القيس لرقة شعره.

ومنهم: زهير بن أبي سلمى - بضم السين - المازني هو أشدهم أمرا وأمدحهم وأجرؤهم على الكلام.

وابنه: كعب بلغه الإسلام فأسلم ومدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما هجاه وتاب بعد ما عصاه وأنشد عنده قصيدته المشهورة: بانت سعاد فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أهدر دمه وأجازه ببردة له صلى الله عليه وسلم وأسلم فحسن إسلامه ذكره في مدينة العلوم وتكلم أهل الحديث على صحة هذه الرواية والله أعلم.

ومنهم: الأعشى واسمه: ميمون بن قيس بن ثعلبة كان لا يمدح أحدا إلا رفع منه ولا يهجو أحدا إلا وضع عنه.

ومنهم: طرفة بن العبد بن سفيان فضله بعض الشعراء على غيره وزعم لبيد: أنه أشعر الناس.

ومنهم: أوس بن حجر من بني أسد أدرك زهيرا والنابغة وكان شاعر تميم.

ومنهم: لبيد بن ربيعة من بني عامر بن صعصعة لم يدرك أحد من هؤلاء الإسلام غيره لطول عمره وكان أتقاهم تكلفا وأقلهم سقطاً.

ومنهم: عدي بن زيد من بني امرئ القيس: كان الفضل بن محمد يقدمه عليهم بحسن استعاراته وحلاوة عباراته.

ومنهم: عبيد بن الأبرص: هو أقدمهم سنا وقد جعلوه امرؤ القيس.

ومنهم: بشر الأسدي: وهو عاشرهم وأهل الحجاز يقدمونه عليهم ويرون أنه أشعرهم وأسدهم سياقا للحديث - والله أعلم بالصواب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015