ابجد العلوم (صفحة 640)

قال الخطيب: كان يحفظ المذهبين البصري والكوفي في النحو لأنه أخذ عن المبرد وثعلب وكان أبو بكر بن مجاهد يقول: كان أنحى منهما.

قال ياقوت: لكنه إلى مذهب البصريين أميل.

وقال ابن الأنباري: خلط المذهبين فلم يضبط منهما شيئاً.

قال أبو حيان التوحيدي: ما رأيت مجلسا أكثر من فائدة وأجمع لأصناف العلوم والتحف من مجلسه وكان يجتمع على بابه نحو من مائة رأس من الدواب للرؤساء والأشراف الذين يقصدونه وكان إقباله على صاحب الرقعة والخلق كإقباله على صاحب الديباج والدابة والغلام مات رحمه الله سنة 32 هـ.

حسن بن أحمد بن الفارسي أبو علي: ويقال له: الفسوي أيضا لأنه ولد بمدينة فسا من أعمال فارس.

أخذ عنه: السيرافي والرماني ثم تتلمذ له: عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني وفاق أكثر من تقدمه في التحقيق والتدقيق ولو لم يكن له سوى كتاب أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لكفاه شرفا وفخرا كان أوحد زمانه في علم العربية.

أخذ عن الزجاج وابن السراج وطوف بلاد الشام وأقام بحلب عند سيف الدولة وجرت بينه وبين المتنبي مجالس قال تلامذته: إنه أعلم من المبرد وكان متهما بالاعتزال انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة وتقدم عنده وله كتاب الإيضاح والتكملة في النحو وقصته فيه مشهورة والكلمة في التصريف توفي ببغداد سنة 377هـ، ذكر له ابن خلكان ترجمة حسنة في تاريخه فليرجع إليه.

زيد بن علي بن عبد الله الفارسي: أبو القاسم الفسوي النحوي اللغوي قال ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن العديم في تاريخ حلب: كان فاضلا يعلم اللغة والنحو عارفا بعلوم كثيرة شرح الإيضاح وسكن دمشق وأقرأ بها ومات بطرابلس سنة سبع وستين وأربعمائة رحمه الله.

حسن بن عبد الله بن المرزبان: المعروف بالقاضي أبو سعيد السيرافي النحوي.

قال ياقوت: كان أبوه مجوسيا اسمه: بهزاد فأسلم فسماه ابنه: أبو سعيد عبد الله وكان بينه وبين أبي الفرج الأصبهاني - صاحب كتاب الأغاني - ما جرت العادة بمثله بين الفضلاء من التنافس وسيراف: بكسر السين: بلدة من بلاد فارس على ساحل المجر مما يلي كرمان خرج منها جماعة من العلماء وكان يدرس ببغداد: علوم القرآن والنحو واللغة والفقه والفرائض.

أخذ اللغة عن ابن دريد والنحو عن أبي السراج.

قال أبو حيان التوحيدي: السيرافي: شيخ الشيوخ وإمام الأئمة له معرفة بالنحو والفقه واللغة والشعر والعروض والقوافي والقرآن والحديث والكلام والحساب والهندسة أفتى في جامع الرصافة خمسين سنة على مذهب أبي حنيفة فما وجد له خطأ ولا عثر له على زلة وقضى ببغداد - مع الثقة والديانة والأمانة والرزانة - أربعين سنة أو أكثر الدهر وكان نزها عفيفا جميل الأمر حسن الأخلاق معتزليا ولم يظهر منه شيء وكان لا يأكل إلا من كسب يده ينسخ ويأكل منه.

وقال في محاضرات العلماء: شيخ الدهر قريع العصر العديم المثل المفقود الشكل ما رأيت أحفظ منه نظما ونثرا وكان دينا ورعا تقيا زاهدا عابدا خاشعا له دأب بالنهار من القراءات والخشوع وورد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015