ابجد العلوم (صفحة 313)

دفع الغرور - ولا يمكن ذلك إلا بالعقل الذي هو مبنى الخيرات وأساسها ثم بالمعرفة وهي لا تعم إلا بمعرفة نفسه بالذل والعبودية ومعرفة ربه بالجلال والهيبة وصفا بقلبه بلذة المناجات واستوت عنده من الدنيا ذهبها ومدرها ولا يبقى للشيطان عليه من سلطان ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

علم آفات الغضب

وهو مذموم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الصحابة والتابعين.

وحقيقته أنه حرارة تنبعث من الباطن لدفع المضار البدنية لأن البدن لكونه غير مأمون عن الضرر خلق الله تعالى في البدن نار الغضب لتدفع الضرر عنه وله درجات.

إحداها: الإفراط: وهو مذموم لأنه يتجاوز عن حد دفع الشر إلى إيقاع الشر.

وثانيتها: التفريط: وهو أيضا مذموم لأنه لا يقدر على تحقيق ما خلق الغضب له وهو دفع الشر.

وثالثتها: الاعتدال: وهو أن ينتظر إشارة العقل والدين فينبعث حيث تجب الحمية وينطفئ حيث يحسن الحلم وهو الوسط ولتحصيل هذا الاعتدال طرق ورياضات يعرفها أهلها وليس هذا المقام موضع تفصيلها1.

علم آفات الكبر

وهو صفة في النفس وما في الظاهر من إماراتها.

وهو أن يرى نفسه فوق الغير في صفات الكمال فيحصل في قلبه اغترار وهزة وفرح وركون إلى رؤية نفسه والتكبر إما على الله تعالى - والعياذ بالله من ذلك - كتكبر فرعون ونمرود.

وإما على الرسل والأنبياء: بأن لا يطيعهم كتكبر أبي جهل وأبي بن خلف.

وإما على الخلق: وهذا وإن كان دون الأولين إلا أنه داء عظيم ولهذا ذمه الله تعالى ورسوله والكتاب والسنة مشحونان من ذمه ومدح التواضع وأسبابه الظاهرة.

وإما العلم: لأنه يكون سببا لرؤية النفس واستحقار الغير.

وإما العمل والعبادة: لأن صاحبه يرى فضيلته في نفسه بذلك على غيره.

وإما بالحسب والنسب وقلما ينفك عنه نسيب.

وإما2 الجمال وأكثر ما يكون ذلك في النساء.

وإما المال كما يرى في الأغنياء.

وإما القوة كما ترى في الأقوياء فإنهم يتكبرون بها على الضعفاء.

وإما كثرة الخدام والعبيد والأقارب والبنين من ذلك المكاثرة بالمستفيدين بين العلماء.

وأما أسبابه الباطنة فهي: إما العجب وهو أكبر الباطن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015