ابجد العلوم (صفحة 284)

علم آداب العزلة

ولها فضائل وآفات وآداب

أما الفضائل فست

أولها: الفراغ للعبادات والاستيناس بمناجاة رب الأرباب عن مناجاة المخلوقات والاستكشاف بأسرار الله تعالى في أمر الدنيا والآخرة وملكوت السماء والأرض.

وثانيها: التخلص بالعزلة عن المعاصي التي لا يسلم منها الإنسان عند الصحبة إلا نادرا.

ثالثها: الخلاص من الفتن والخصومات وصيانة الدين والنفس.

رابعها: الخلاص من شر الناس من الغيبة له وسوء الظن به والتهمة عليه والاقتراحات والأطماع الكاذبة التي يعد الوفاء بها.

خامسها: انقطاع طمع الناس عنه وانقطاع طمعه عنهم.

سادسها: الخلاص من مشاهدة الثقلاء السفهاء ومقاساة أخلاقهم.

وأما الآفات: فأولها فوات التعليم والتعلم وهما أعظم العبادات.

ثانيها: فوات النفع والانتفاع لأن كلا منهما بالمخالطة.

ثالثها: فوات التأدب والتأديب بكسر النفس وقهر الشهوات بتحمل أذى الناس.

رابعها: فوات الاستيناس والإيناس بالصلحاء الأتقياء.

خامسها: فوات نيل الثواب وإنالته.

أما النيل: فبحضور الجمعة والجماعات والجنائز وعيادة المرضى وحضور العيدين.

وأما الإنالة: فهي سد باب التعزية والتهنية والعيادة والزيارة إن كان عالما تقيا ففي هذه الصورة ينبغي أن يوازن ثواب هذه بآفاتها ويرجح ما ترجح.

سادسها: فوت التجارب إذ العقل الغريزي غير كاف بها.

وأما آدابها: فهي أن ينوي بعزلته كف شره عن الناس أولا ثم طلب السلامة من الأشرار.

ثانيا: ثم الخلاص من آفات الاختلاط.

ثالثا: التجرد بكنه الهمة لعبادة الله.

رابعا: ثم المواظبة في الخلوة على العلم والعمل والفكر والذكر والخلاص عن استماع أخبار الناس وأراجيف البلد اللذين يشوشان القلب لا سيما في الصلاة وهذا العلم ذكره في مدينة العلوم في العلوم المتعلقة بالعادات.

علم آداب الكسب والمعاش

وهي أن لا يغابن صاحبه فيما يتغابن فيه وأن يحتمل الغبن إن اشترى من ضعيف أو فقير. وأن يسامح في طلب الثمن وأن يحط فيه وأن لا يتقاضى المديون وأن يحتمل أذى الدائن وأن يقيل من يستقيله وأن يعلم مراتب الحلال والحرام والشبهات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015