ابجد العلوم (صفحة 195)

5 - ثم المحدثون.

6 – والعصريون.

فهذه الطبقات الست ثلاث منها: حازوا قصب السبق في حلبة الرهان معرفة كلامهم فرض كفاية في الإسلام لأنه يستدل به على الكلام العربي الذي تستنبط منه أحكام الحلال والحرام وألحق به بعضهم ما بعده كإثبات لطائف المعاني دون الألفاظ المحكمة المباني.

ومن حققه لم يكن منه على ثقة وإن في الشعر دقائق لم يكشف عنها الغطاء منها: أن أهل المعاني قالوا: إن التعقيد المعنوي واللفظي ينافي الفصاحة فقال بعض المتأخرين: إن الألفاظ كلها غير فصيحة لما فيها من التعقيد المعنوي وليس كما قال لأن أبا هلال العسكري1 قال في كتاب الصناعتين: إنها فصيحة وإن التعقيد إنما يكره إذا لم يقصد فإن قصد فهو فصيح

ومما يؤيده أن الإسنوي2 قال في كتابه طراز المحافل: إن من السنة أن يلقي الألغاز على من في مجلسه لتشحيذ الأذهان لما رواه البخاري عن ابن عمر من حديث النخلة قال أبو هلال: ومنه نوع بديع سميته: شبه الإلغاز وهو: أن يوصف شيء بصفات تساق على نهج اللغز ليس المقصود الإلغاز. انتهى.

وإن معجزة كل نبي على وفق زمانه وقومه ولما كان أشرف الخلق العرب وأعظم ما عندهم الشجاعة والفصاحة والكرم كان أعظم معجزات نبينا - صلى الله عليه وسلم -: القرآن المعجز بفصاحته وبلاغته ولما كان خاتم الرسل ولا نبي بعده جعل له معجزة باقية إلى القيامة لا تزال تتلى وجديدة على كثرة الترداد لا تخلق ولا تبلى.

وبلغاء العرب في الشعر والخطب على ست طبقات:

1 - الجاهلية الأولى: من قوم عاد وقحطان.

2 - والمخضرمون: وهم من أدرك الجاهلية والإسلام.

3 – والإسلاميون.

4 – والمولدون.

5 – والمحدثون.

6 - والمتأخرون: ومن ألحق بهم من العصريين.

والثلاث الأول: هم ما هم في البلاغة والجزالة ومعرفة شعرهم رواية ودراية - عند فقهاء الإسلام - فرض كفاية لأنه به تثبت قواعد العربية التي بها يعلم الكتاب والسنة المتوقف على معرفتهما الأحكام التي يتميز بها الحلال والحرام وكلامهم وإن جاز فيه الخطأ في المعاني لا يجوز فيه الخطأ في الألفاظ وتركيب المعاني إذا عرفت هذا فاعلم: أن الطبقات الثلاث الأول جمعوا أشعارهم في كتب كثيرة غير الدواوين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015