ابجد العلوم (صفحة 193)

الصادح والباغم في الرجز أولها:

الحمد لله الذي حباني ... بالأصغرين القلب واللسان

وإنما فضيلة الإنسان ... وفخره بالعقل والتبيان

ومنهم: الشيخ: بهاء الدين العاملي نظم مزدوجة في الوافر سماها: رياض الأرواح منها:

ألا يا خائضا بحر الأماني ... هداك الله من هذا التواني

ونظم مزدوجة أخرى في الرمل سماها: سوانح سفر الحجاز منها:

يا نديمي ضاع عمري وانقضى ... قم لاستدراك وقت قد مضى

وما رأيت شاعرا عربيا نظم المزدوجة في الخفيف ونظمها فيه شعراء الفرس كثيرا وهو أوفق بالمزدوجة في اللسان العربي أيضا فاختلج في خاطري أن أنظم المزدوجة العربية في الخفيف فنظمت هذه المزدوجة وسميتها: مظهر البركات.

ولشعراء الفرس: الرديف وقد نظمت ديوانا مردفا رويه على ترتيب حروف الهجاء لامتحان الطبيعة واختبار القريحة ورأيت أن الرديف في المزدوجة العربية طبيعي يروق المسامع بخلاف القصائد العربية بل الرديف في المزدوجة ربما يعين الطبع على أداء المقاصد ويخرجه عن مضيق القافية ويبين أن هذا من خصائص المزدوجة.

ولشعراء الفرس: الحاجب وهو: عبارة عن الرديف بين القافيتين ويسمى الشعر المشتمل عليه محجوبا ورأيت أن الحاجب أيضا طبيعي في المزدوجة العربية تقبله الطباع بلا إكراه.

واعلم: أن شعراء الفرس والهند دأبهم أن يختاروا لأنفسهم أسماء ويذكروها في أواخر منظوماتهم ليعلم بها من نظمها ويسمي شعراء الفرس هذا الاسم: التخلص والسر في ذلك: أن الاسم الأصلي للشاعر ربما لا تسعه الأوزان فيختارون اسما مختصرا يسعه الوزن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015